"الحرية والابداع" الحرية هي الشرط الاساسي والمحوري في الخلق والابداع وهذه الحرية قوامها "الاختيار" وهذا الاختيار ينبثق من العقل والوجدان وكلاهما ينبثق من التفاعل في المجتمع سياسياً واقتصادياً مع الحراك المجتمعي وفعالياته المصيرية ومن هنا كان التخصيص أو كانت الخصوصية ضد بل قائلة للابداع والابداع لا يأتي بالامر المباشر؟ أو أعطي أمراً للمبدع لكي يبدع في موضوع ما أو قضية ما أو مشكلة ما والا تحول الابداع من "خلق إلي صنعة" وهنا كان الفشل الذريع لمهرجان المسرح التجريبي وإذا صدرت منا ضحكة بالقول "عايزين نص تجريبي" وهذا نوع من العبث والفوضي في حين غاب عن الجميع أن "التجريب" أزلي وعملية متطورة فمن من البشر لا يعيش التجريب طوال حياته. سواء كان هذا التجريب في الابداع أو في العلم ومنذ بداية الخليقة والانسان يعيش حياة التجريب. فالتجريب عملية إنسانية وفرض خصوصية التجريب علي الابداع هو "جهل" لأن التجريب أولاً ليس نظرية وليس له خصائص وإنما هو استراتيجية تبحث دائماً عما هو جديد في الصيغ والتقنيات. لذلك "قد" يتحول المجربون إلي "مخربين" إلي "فوضويين" إلي تلك النماذج التي شاهدناها علي مدي "22" سنة هي عمر دوراته القديمة من شذوذ جنسي وتشويه نصوص عالمية راسخة وتقديم أشكال بعيدة تماماً عن "روح المسرح" وفي إحدي دورات التجريبي وعرض لفرقة أجنبية وكان يقدم تحديداً في مسرح العرائس قدمت ورقة مرسوم عليها "قضيب ذكري" وعرض أشبه بالدعارة وآخر بعمل حمام سباحة علي خشبة المسرح والسؤال من قال أن التجريب فوضي وعدم أحساس بالمسئولية وكم شوهت نصوص تحت زعم التجريب وعلي رأسها نصوص وليم شكسبير إذن الخصوصية تقتل الابداع كافة وعامة وتقتل المسرح علي وجه الخصوص. بل وتكبلة لذلك كان الاقتراح بعد عودة المهرجان في أن يعود بلا تخصيص. لكنهم تمسكوا بالمراوغة والتدليس فكانت التسمية الشيطانية والغير علمية وهي "التجريبي والمعاصر" وهذه تسمية غير علمية وضد الابداع وضد الانسانية واتحدي عبقريا أن يقول ما هو الفرق بين التجريب وكلمة "معاصرة" ولا أظنة الجهل فهم للاسف يعرفون إنه لا فرق. فلا يوجد عرض مسرحي تجريبي ونص مسرحي معاصر والتجريب لا يعني القدم والمعاصر لا يعني الحداثة كمصطلح ولا الحديث كجديد فمن الممكن أن يكون هناك عرض تجريبي ومعاصر في نفس الوقت يحمل أفكار الواقع الآتي من حيث الفكر ومن حيث التقنيات. إذن ما الأمر؟!! هو نوع من التدليس للتمرير وهنا أقول للوزير. كما قلت له من قبل ربما يحسب لك عودة المهرجان. لكن لن يحتسب لك هذا التدليس ومن الممكن الاسراع للتصويت وهو عودة المهرجان تحت مسمي "مهرجان القاهرة الدولي للمسرح" دون تخصيص فالتخصيص يقتل الابداع. ليس هذا فقط علي مستوي المهرجان ولكن تحولت حياتنا المسرحية في الابداع إلي القيود الابداعية سواء بهذا التخصيص ولكن في صور أخري وأصبح العامل الكبير في الابداع يخضع لاشكالية المناسبة أو المناسبات وهذا النوع من الابداع يخصص له الميزانيات الباهظة وما أكثر المناسبات والاعياد في مصر كالاحتفال بالاعياد والموالد والاحتفالات الرسمية وشبه الرسمية عيد قناة كذا والاعياد القومية وغير القومية وتسخير وزارة كذا ووزارة كذا لهذه الاحتفالية سواء بتقديم عمل تحت مسمي أوبريت وهو ليس باوبريت أو عرض مسرحي وهو ليس عرضاً مسرحياً و"ليلة وتعدي" هذا هو "فن المناسبة" الذي يغيب عنه الابداع. وهنا تدور في فلك هذه النوعية علي "الابداع المشوه" .. وهنا تكمن الخطورة التي عشنا طوال فترة حكم "المخلوع" وفن "اخترناك" وما شابه ونؤكد علي حتمية وأهمية الخروج من هذا النفق المظلم وعلينا أن تتطور ونطور من أفكارنا وأن نكون علي القدر كله من الموضوعية في "إدارة الابداع" الإدارة بالابداع وليس إدارة فنون المناسبة وفرض شروط الخصوصية علي هذا الابداع .