الإسلام هو الدين الوحيد الذي سوي بين البشر جميعا ولم يفرق بين غنيهم وفقيرهم ولا بين عربي ولا أعجمي ولا بين أبيض ولا أسود ونادي في الناس جميعاً بأنهم كأسنان المشط الواحد وليس هناك ميزان يوزن به الناس إلا بتقواهم للرحمن وصدق الله إذا يقول "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم ان الله عليم خبير" الحجرات. هذه هي حضارة الإسلام وهذا هو تسامح الإسلام ولو قرأتم التاريخ جيداً لعلمتم أن جميع الأديان ما ذاقت طعم الأمن والأمان إلا في ظل الإسلام الذي ساوي بين الناس جميعاً في الحقوق والواجبات ولذلك أنظر إلي سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان من أشد أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم في حكمه وفي عمله وقال عنه عبدالله ابن مسعود عمر بن الخطاب أعدل رجل بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم. يمر يوماً في شوارع المدينة فيلمح رجلاً عجوز يمد يده للناس ونادي عليه وعرف أنه يهودي فماذا فعل عمر معه نادي علي خازن بيت المال وقال انظر هذا وأعوانه ومن علي شاكلته وأعطهم من بيت المال عيب ثم عيب أن نتركهم بعد ما شابت رؤسهم وانحنت ظهورهم. تأمل هذه السماحة جيداً واسمع إلي أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز الذي نادي في الناس "أي يهودي أو نصراني يريد أن يصلح أرضا فيصلح أرضه من بيت مال المسلمين". ولم لا وهو الذي جاءته رسالة من أهل سمرقند بأن قائد جيوشه فتح بلدة سمرقند عنوة دون أن يستشير أهلها في فتح البلدة فما كان من الأمير عمر بن عبدالعزيز إلا أن يرسل كتاباً إلي قائد الجيوش ويأمره بالانسحاب من داخل البلدة لأنه فتح باطل فلما وصل الأمر إلي قائد الجيوش ويأمره بالانسحاب من البلدة فما كان من أهل البلدة إلا أن دخلوا في دين الله جميعا وشهدوا بأنه لا إله إلا الله وشهدوا بأن محمداً رسول الله. ولم لا وأجمل قصة ذكرها التاريخ قصة القبطي المصري الذي ضربه محمد بن عمرو ابن العاص لأنه سبقه في الجري وضربه وكان يقول خذها وأنا ابن الأكرمين فوصل الخبر إلي فاروق الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأوقف عمر عمرو بن العاص وابنه أمام القبطي وقص القبطي الواقعة فاعترف الابن بجريمته فقال أمير المؤمنين عمر للقبطي اضرب بن الأكرمين وضرب القبطي بن عمرو بن العاص واقتص منه وإذا بعمر ينادي علي عمرو قائلاً له يا عمرو "متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" هذا هو عدل الإسلام وهذا هو الحق في الإسلام.