الفنان عصام عبدالله نموذج مشرف للفنان الهاوي فبرغم تفوقه وحصوله علي دبلوم عالي في الدراسات التجارية وعمله كمدير عام باحدي كبري الشركات الا انه اصر علي دراسة الفن المسرحي فحصل علي ليسانس قسم المسرح ضمن الدفعات الاولي بجامعة حلوان وبخلاف ممارسته للتمثيل والاخراج والنقد المسرحي تحمل مسئولية رئاسة الجمعية المصرية لهواة المسرح لعدة دورات وشارك بصورة ايجابية في تنظيم مهرجاناتها ولذا كان معه هذا الحوار: * برغم نشاطك الملحوظ لعدة سنوات متتالية الا ان الجمعية وانشطتها مازالت ترتبط باسم د. عمرو دوارة.. كيف تفسر ذلك؟ ** هذا حقيقي وهو شئ يسعدني لاننا دائما نعمل بروح الجماعة. وهو أخي الاكبر الذي تعلمت منه الكثير من القيم وأولها العطاء والتفاني وانكار الذات. ولا تنسي انه الذي قام بتأسيسها عام 1982 عضوية رقم 1 وانتخب اول رئيس مجلس لادارتها ودائما ما يفاجئني انا شخصيا حتي الآن بحماسه الكبير وبقدراته الادارية المتميزة وأفكاره المتطورة غير المسبوقة واحمد الله انني قد استطعت بعطائي المستمر ان احظي انا ايضا بشعبية كبيرة وسط جميع تجمعات الهواة بجميع الاقاليم لدرجة ان شعبيتي وسط الهواة قد تفوق بعض رؤساء الادارة السابقين ومن بينهم الاساتذة كرم مطاوع ومجدي مجاهد ود. احمد سخسوخ وعمر نجم. * مرت الجمعية المصرية لهواة المسرح بفترات من الصعود والتألق وايضا بفترات من الخمود.. كيف تقيم تجربتها؟ ** هذا طبيعي ولكن يكفي أنها خلال مسيرتها التي قاربت من خمسة وثلاثين عاما "تأسست في 1982" أنها نظمت عدد تسعة وعشرين مهرجانا من بينهم اربع عشرة دورة لمهرجان المسرح العربي وخمسة عشر مهرجانا متخصصا بمختلف الاشكال والقوالب المسرحية "المونودراما - الفصل الواحد - الضاحك - الاستعراضي - الشعبي - العالمي - التجريبي - الطفل" كما انها قدمت عددا كبيرا من الوجوه الجديدة في مختلف مفردات العرض المسرحي تلك التي اصبح بعضها في قمة النجومية الآن وليس عمرو عبد الجليل وخالد الصاوي ومحمد هنيدي وعبلة كامل ومحمد رياض وحنان شوقي وماجد الكدواني والراحلين ممدوح عبدالعليم وخالد صالح سوي بعض الامثلة والنماذج في مجال التمثيل. واقرر بكل الصدق ان الاستمرارية هي المقياس الحقيقي اين جمعية المسرحيين بالهيئة العامة لقصور الثقافة التي تأسست عام 1984 اين ملتقي المسرح العربي بعد دورته الوحيدة عام 1992 اين نادي المسرح 79 ونادي المسرح المصري بالمسرح القومي الذي تأسس عام 1980 اين مهرجانات الجيزة والمعادي وشبرا الخيمة وذلك بالرغم اننا حاولنا قدر الامكان تدعيم ومساندة تلك المهرجانات لايماننا بأن أي نشاط ثقافي هو في النهاية اضافة للحركة المسرحية. * انتشرت ظاهرة تنظيم المهرجانات خلال السنوات الأخيرة فما تقييمك لتلك الظاهرة؟ ** انا بالطبع مع أي نشاط مسرحي حقيقي يحرك مياه البحيرة المسرحية الراكدة ولكني أحذر من انصاف الموهوبين الذين قد يتخذون من تنظيم المهرجانات وسيلة لتحقيق بعض المكاسب الشخصية كالشهرة او التربح المادي وأري ان الجمعية بمهرجاناتها المختلفة كان لها السبق حتي قبل الدولة ووزارة الثقافة حيث نظمت الجمعية أول مهرجان للمسرح التجريبي عام 1986 "أي قبل المهرجان الدولي بعامين" ونظمت مهرجانين للمسرح الضاحك الاول عام 1994 والثاني عام 1996 في حين نظم قطاع الانتاج الثقافي المهرجان دورة واحدة لاسبوع الضحك عام 2010 كذلك كان للجمعية السبق في تكريم نخبة من كبار المترجمين لاول مرة من خلال مهرجان المسرح العالمي عام 1998 وهو التقليد الذي قام به بعد ذلك كل من المركز القومي للترجمة والمجلس الاعلي للثقافة. * يتضح من كلامك ان للجمعية تأثيرًا كبيرًا في الحركة المسرحية الاحترافية. ** هذا حقيقي وليس بمصر وحدها بل بجميع الدول العربية أيضا ولعل هذا يبرر حرصهم علي المشاركة بفعاليات المهرجان العربي الذي تنظمه الجمعية بانتظام منذ الألفية الجديدة ويكفي فخرا انها نجحت في استضافة كبري الفرق المسرحية وكذلك نخبة كبيرة من كبار الرواد ونجوم المسرح بمختلف الدول العربية الشقيقة. وكذلك المشاركة بعروضها المتميزة في عدد كبير من المهرجانات العربية. وجدير بالذكر ان مهرجان المسرح العربي حفظ لمصر ريادتها المسرحية في ظروف صعبة. والحقيقة ان تأثير الجمعية المصرية لهواة المسرح علي جميع الانشطة المسرحية يمكن ان ترصده بسهولة علي سبيل المثال هذا العام يتم تكريم بعض كبار المسرحيين بالدورة التاسعة للمهرجان القومي للمسرح المصري ومن بينهم الفنانون نبيل منيب وعبدالرحمن ابوزهرة وعبدالرحمن الشافعي ومحمد عناني ونورالشريف وجميعهم قد سبق تكريمهم من خلال دورات المهرجان العربي وعلي سبيل المثال تولي الرئاسة الشرفية للدورة الاخيرة الفنان عبدالرحمن ابوزهرة والتي تم من خلالها ايضا تكريم د. نبيل منيب لاول مرة وقد سبق ان تكرر ذلك كثيرا حتي مع دورات مهرجان المسرح التجريبي واوضح مثال عام 2005 حينما تم تكريم الفنانين سهير المرشدي وعبدالرحمن ابوزهرة وانطوان ملتقي "لبنان" بمهرجان المسرح العربي في مارس اعيد تكريمهم بالمهرجان التجريبي في سبتمبر. ويطيب لي أن اذكر ان عددا كبيرا من عروض الجمعية وعروض الهواة يتم استضافتها بمسارح الدولة ومن بينها علي سبيل المثال: شيزلونج وقضية ظل الحمار واركلينو والاكليل وحلم بلاستيك وأيضا العرض الفائز بالجائزة الكبري للمهرجان القومي للمسرح المصري عام 2013 وهو عرض 1980 وانت طالع. هذا مع ضرورة ايضاح ان الجمعية المصرية لهواة المسرح تأسست عام 1982 اي قبل الهناجر بعشرة اعوام كاملة وقبل مركز الابداع بعشرين عاما وبالتالي لا مجال للمقارنة في الدور الريادي لكل منهم ويكفي نظرة سريعة للنجوم الذين قدمتهم الجمعية معرفة دورها المهم في الحركة المسرحية المصرية والعربية بصفة عامة. * هل تشاركون هذا العام بفعاليات الدورة الحالية للمهرجان القومي؟ ** للاسف نشارك بعرض واحد فقط. وذلك برغم ان الجمعية تضم اكثر من مائة وستين فرقة. ويتم من خلال مهرجان المسرح العربي اختيار افضل ثلاثة عشر عرضا من خلال لجان مشاهدة وتقييم تضم نخبة من كبار النقاد ولكن منذ عام 2013 حصولنا علي المركز الاول وهناك محاولات لتهميش دور الجمعية والاكتفاء بعرض واحد يمثلها بدلا من ثلاثة وذلك بخلاف عدم العدالة في توفير المسارح المناسبة وذلك بالطبع لصالح عروض مسارح الدولة خاصة وان مدير المهرجان خلال السنوات الاخيرة هو خصم وحكم لانه يتنافس بستة عروض علي الاقل ولذا فأنا اطالب بضرورة تعديل لائحة المهرجان القومي وخاصة فيما يتعلق بالهواة. * يري البعض ان انشطة الجمعية هي مجرد أنشطة موسمية ترتبط بالمهرجانات.. فما تعليقك؟ ** كيف نستطيع ان نحصد الجائزة الاولي بعرض "ارض لاتنبت الزهور" بمهرجان الجمعيات الثقافية "بهيئة قصور الثقافة" اذا لم يكن لدينا نشاط مستمر وكيف ننجح في تمثيل مصر بالمهرجانات الدولية كمهرجان كونفرسانو بإيطاليا أو مهرجان توياما باليابان اذا لم تكن عروضنا المتميزة نتيجة ورش مسرحية ودورات تدريبية مخصصة تنظم طوال العام. واعتقد ان مبادرة خمسين فرقة والف ليلة عرض التي اطلقها المسرحي القدير د. عمرو دوارة في ختام فعاليات المهرجان العربي تؤكد قدرة الهواة علي العمل الجاد والمشاركة في معارك التنمية بتقديم عروض تجمع بين المتعة والفكر بجميع الاقاليم وليس بالعاصمة وحدها.