يبدو أن ما أنفقته بعض القنوات الفضائية في شهر رمضان علي شراء المسلسلات قد جعلها تعيد برامج عرضت في العام الماضي اعتقادا منهم أن المشاهد لن يلاحظ هذا القديم. ولكن من خلال متابعتي لقناة "إم بي سي مصر" شاهدت برنامج "أحلي صوت" في إعادة لأولي حلقات موسمه الثالث الذي أذيع في إبريل 2015. وكأنه مقرر علينا لأن في الإعادة إفادة. وبالرغم من أنه يمنح الفرصة للمواهب إلا أنه قد انتهي وحظي المتسابق الأول علي اللقب. ولكن أين هذه الموهبة الان؟؟ ولماذا لا يصل كل من يشارك في مثل هذه البرامج إلي الناس ويواصل طريقه في الغناء/. إن المواهب التي ظهرت في مصر منذ عشرات السنين أتيحت لها فرص كثيرة للمساندة والدعم. حيث كانت تتبني مواهبهم الإذاعة المصرية أو شركات الانتاج الغنائي والظهور في الحفلات. أما الآن فمن يفوز في مثل هذا البرنامج فعليه شق طريقه بنفسه والبحث عن فرصة للوصول إلي الجمهور. وينطبق هذا أيضا علي الممثلين من خريجي معهد الفنون المسرحية. فحتي الأوائل منهم من دفعة 2014 وما بعدها لازالوا ينتظرون تعيينهم إما معيدين في أكاديمية الفنون أو ممثلين في المسارح المصرية التي كان الخريجون من كل الدفعات يلتحقون بها سواء أكانوا من الأوائل أو فقط من الناجحين. أما الذين ينتظرون أن تأتيهم فرصة التمثيل في السينما أو المسلسلات التيفزيونية بما يملكونه من عبقرية الموهبة. فقد يظلون ينتظرون بالرغم من سعيهم اليها في كل شركات الإنتاج. وقد يأتي الحظ لبعضهم وهم طلاب في بداية الدراسة فيبدأون المشوار وينجحون في ظل متطلبات معينة في سوق الإنتاج ويشتهرون في لمحة من الزمن. وينالون ما تمنوا من المال دون حتي أن يكملوا دراستهم الفنية في المعهد. وحينما يحصل الواحد منهم نتيجة لذلك علي الملايين ويصبح أسطورة ونموذجا يقلده الشباب يتباهي بما اشتراه من سيارات كلفته ملايين الجنيهات التي لو كفل بزكاتها الفقراء لكانوا بالآلاف. ولكن لله في خلقه شئون وللبعض سلوكيات مستفزة لشباب عاطل بالملايين. ومثلما قلت عن برنامج "أحلي صوت" أذكر برنامج "شكلك مش غريب" النسخة العربية والمأخوذ عن برنامج عالمي بنفس الاسم بالإنجليزية. وقد تم عرضه قبل عامين وإن كان هدفه مختلف. فهو لا يبحث عن المواهب الغنائية ولكنه يقدم مسابقة بين ثمانية فنانين معروفين للجمهور في كل حلقة يقلدون فنانين آخرين مشهورين. والفائز من هؤلاء الثمانية يحصل في الحلقة الأسبوعية علي جائزة قيمتها خمسة آلاف دولار يمنحها لجمعية خيرية. وتجري التصفيات بين المتنافسين علي ثلاث مراحل والفائز الأول في التصفية النهائية يحصل علي الجائزة الكبري "خمسين ألف دولار" يمنحها أيضا لجمعية خيرية. وبهذا الهدف النبيل للبرنامج تكون المتعة قد تحققت للجمهور في الاستديو والمشاهدين في البيوت. ويكون الفنانين المتسابقين قد حققوا هدف المساعدة وتقديم العون لجمعيات أهلية تنفق علي الفقراء أو تساعد في مشروعات خدمية للمجتمع. كما يدخل الفنان تجربة مثيرة في مجال فني آخر لا ينتمي إليه. وتساعده في تقمص الشخصية التي يعرضها للجمهور أدوات أخري مثل الماكياج والملابس وموهبة التقليد والتمثيل والحركة المسرحية. ويشترك في الحكم علي المتسابقين لجنة تحكيم مكونة من المطرب الشعبي حكيم والمطربة هيفاء وهبي والمخرج محمد سامي. ثم يشترك الجمهور معهم إبتداء من الأسبوع التاسع للمنافسة ليحظي المتسابق بفرصة أكبر للفوز بجائزة البرنامج الكبري. إن برامج المنوعات يجب أن تحظي بأفكار جديدة لتظل جاذبة للمشاهدين. لا أن تظل تعتمد علي تعريب ما يقدم عالميا وإعادة العرض مرات عديدة حتي لا يملها الجمهور وتصبح مجرد فترات زمنية تملأ ساعات الإرسال.