* بداية أتقدم بخالص التهنئة لكل الأبناء الذين نجحوا وتفوقوا في امتحان الثانوية العامة هذا العام بعد ماراثون طويل من المعاناة والعذاب ما بين المذاكرة والدروس الخصوصية وطوفان التسريبات والغش الجماعي. مع تمنياتي بالتوفيق لمن لم يحالفهم الحظ والنجاح هذا العام. * وبعد التهاني والتمنيات دعونا نتحدث عن ¢بعبع¢ الثانوية العامة الذي كان ولا يزال يمثل عقدة وأزمة نفسية لكل الأسر المصرية التي لديها ابن وبنه في هذه المرحلة المهمة من التعليم. لا لشيء إلا لسوء في المنظومة التعليمية بمصر منذ عشرات أو ابنة ولكن الأمر زاد سوءاً بعد 25 يناير وما أعقبها من فوضي وانفلات أثر سلبا علي عملية تأمين ومراقبة الامتحانات خاصة في ظل التطور التكنولوجي والمعلوماتي وانتشار وسائل وأساليب الغش والتسريب الذي بلغ ذروته هذا العام وتم نشر اسئلة وأجوبة الامتحانات والنماذج التي أعدتها وزارة التربية والتعليم قبل بدء الامتحانات وهذه كارثة بكل المقاييس يجب ألا تمر مرور الكرام ولابد من محاسبة المقصرين والمتورطين فيها. * المؤكد أننا جميعا سعداء بتفوق الأبناء من الأوائل وحصولهم علي أعلي الدرجات. ولكننا في نفس الوقت يجب أن نتوقف قليلا أمام هذا العدد الهائل ممن حصلوا علي المراكز الأولي في الثانوية العامة هذا العام خاصة في شعبة العلوم الذين بلغوا 65 طالبا وطالبة حصلوا علي مجموع 409.5 درجة علاوة علي 27 آخرين في شعبتي الرياضة والآداب. أي أن عدد الأوائل هذا العام اقتربت من مائة طالب وطالبة غالبيتهم من محافظات الأقاليم. وهذا الأمر يستدعي الدراسة والتدقيق والتساؤل أيضا هل فعلا لدينا نوابغ ومبدعين بهذا الكم والقدر أم أن هناك في الأمر شيئا خاصة في ظل وجود أكثر من طالب حصلوا علي نفس المركز ونفس الدرجات من مدرسة بل ولجنة واحدة؟! * وبعيدا عن النتائج والتسريبات والأوائل. دعونا نستعرض اليوم أو نناقش كيفية مواجهة "البعبع" المعروف بالثانوية العامة. وأنا من وجهة نظري المتواضعة أري أن نظام تحديد سنة واحدة من خلالها يتم تحديد مصير الطالب ومستقبله بمثابة الظلم البين ليس للأبناء فقط وإنما لأولياء الأمور أيضا. فيمكن أن يكون هناك طالب أو طالبة متفوقة في جميع سنوات الدراسة وتأتي الثانوية العامة ويصادفها سوء حظ أو تتعرض لمكروه وبالتالي يضيع عليها تفوقها في جميع سنواتها السابقة. نفس الحال ينطبق علي الطالب المستهتر أو الكسول الذي يلهو ويلعب طوال سنوات الدراسة ثم يعلن الطوارئ ويواصل الليل بالنهار في العام الأخير ويعمل ¢حشر وحشو¢ للمعلومات ويحصل علي مجموع عال في الثانوية العامة ربما لا يحصل عليه من ذاكر واجتهد طوال سنوات طويلة مستغلا في ذلك النظام السيئ للامتحانات ومافيا الدروس الخصوصية وهذا هو الظلم بعينه ولابد من تغيير هذا النظام الفاشل الذي غير موجود حتي في أكثر الدول تخلفا وفقرا!! "أميرة والرئيس" * الغريب في الأمر أن الناس في بلادنا خاصة من أهل وعشيرة الفيس بوك وغيره من المواقع الاكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي نسوا أزمة الثانوية العامة والارتفاع الجنوني للدولار والأسعار وباتوا يتحدثون فقط عن ¢أميرة¢ طالبة الثانوية العامة ابنة القيادي الإخواني المحبوس في البحيرة علي ذمة احدي القضايا ويهاجمون وزير التعليم لعدم اتصاله بها لتهنئتها بتفوقها كبقية أوائل الثانوية العامة ثم هجوم علي الدولة وعلي شخص الرئيس عبد الفتاح السيسي واتهامه بالخيانة والمطالبة بإعدامه ونسوا جميعا أن هذه الطالبة عاشت وترعرعت في أحضان أسرة إخوانية ولا أقول إرهابية تربوا جميعا علي مبدأ السمع والطاعة وغيبوا العقل والضمير وأبدا لن تفلح معهم المواءمات والمهادنات ولابد من سرعة تنفيذ الأحكام والقوانين. فمرة أخري أقولها من أمن العقاب أساء الأدب وارتكب الإرهاب!!