5 يونيه 2013 تاريخ ليس ببعيد.. ومع ذلك كثير من المصريين لا يتذكرونه.. إنه الذكري الثالثة لانتفاضة مثقفي مصر وفنانيها واعتصامهم بوزارة الثقافة حينما استشعروا قبل غيرهم أن الوطن في خطر وأن جماعة الإخوان الإرهابية تريد طمس الهوية المصرية بتعيين وزير لثقافتهم لتنفيذ مخطط أخونة مفاصل الدولة تمهيداً لتحويل مصر إلي إمارة تخضع للإمبراطورية التركية والتنظيم الدولي للإخوان! أحداث كثيرة ومتلاحقة ومؤامرات حيكت ضد مصر من الداخل والخارج منذ ثورة 30 يونيه حتي اليوم.. إلا أن إرادة شعب مصر كانت أقوي من تلك المؤامرات والتحديات.. حتي اكتملت جميع مقومات الدولة الديمقراطية الحديثة بجميع مؤسساتها وبعد انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيساً لكل المصريين ليعبر بنا إلي بر الأمان رغم أنف أعدائها ورغم الإرهاب الأسود الذي صدره لنا الغرب ورغم حملات التشكيك في كل الإنجازات التي تحققت. أعود إلي اعتصام المثقفين والفنانين بوزارة الثقافة في 5 يونيه 2013 لإيماني الشديد أن القوي الناعمة أقوي من الرصاص في مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب.. وأن اعتصام وزارة الثقافة كان نواة لثورة 30 يونيه التي أذهلت العالم وأربكت كل حسابات الغرب.. أعددت مشروعاً ثقافياً فنياً تحت عنوان "أنا المصري" احتفالاً بالذكري الثالثة لثورة المثقفين نواة ثورة 30 يونيه يتضمن معرضاً للكاريكاتير ينطق بشعر العامية ويحكي كل ما دار من أحداث طوال السنوات الثلاث الماضية.. كما يتضمن ندوات ثقافية وسهرات فنية يحييها نجوم دار الأوبرا في الغناء والموسيقي والذين شاركوا في الاعتصام وكان في مقدمتهم الفنانة د.إيناس عبدالدايم التي عزفت بشارع شجرة الدُر أثناء الاعتصام.. مهرجان ثقافي فني يستمر عشرة أيام بإحدي المناطق الأثرية حتي يتعانق الفن بعبق التاريخ. استقبلتني الدكتورة نيفين الكيلاني رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية وأبدت إعجابها بالمشروع.. واتخذت جميع الإجراءات اللازمة لتنفيذه بعد عيد الفطر المبارك مباشرة بقصر الأمير طاز وتحت رعاية الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة.. "أنا المصري" مع البناء والتنمية.. ضد الإرهاب ومحاولات التشكيك لهدم الدولة.. "أنا المصري" مع استقرار الدولة القوية لتظل مصر مرفوعة الرأس دائماً بين دول العالم.