** نكتة شهيرة عن تزوير الانتخابات في عصر حسني مبارك.. يعرفها الجميع حيث تقول إن رئيس دولة كبري طلب من الرئيس مبارك معاونته بخبراء من مصر لتزوير الانتخابات في بلاده لصالحه وبالفعل سافر الخبراء.. إلي هذه الدولة الكبري وعقب انتهاء الانتخابات اتصل كبيرهم بالرئيس مبارك يهنئه بانتخابه أي مبارك رئيساً لهذه الدولة الكبري..!! يبدو أن خبرتنا العظيمة في تزوير الانتخابات انتهت لتبدأ خبرة أعظم ولكن في صناعة الأزمات.. لقد أصبحنا وبكل فخر خبراء في صناعة الأزمات لمصر..!! في كل دول العالم دورات ودراسات عليا لتخريج خبراء في إدارة الأزمات أو في تقليل نتائج الأزمات وأحياناً لاستشراف المستقبل لنزع فتيل الأزمات قبل أن تبدأ.. لكننا في مصر لنا رأي آخر حيث أصبحنا خبراء في صناعة الأزمات لمصر.. "أزمة بدون لازمة".. وأزمة لتغطي علي أزمة.. بمنطق صوت أعلي ليغطي علي الصوت العالي.. وهكذا.. نصنع أزمة ثم نصنع غيرها لنغطي علي الأولي.. ثم ثالثة لتغطي علي الثانية.. وهكذا حتي أصبحنا نحن الخبراء بلا منازع في "صناعة" الأزمة وليس "حل" أو "إدارة" الأزمة..!! أزمة الدولار التي عشناها ومازلنا نعيشها نحن صنعناها بأيدينا ثم استغلها أعداء الوطن ليزيدوا من تعقيدها وصعوبتها.. وإذا كان المثل يقول ان "من حضّر العفريت عليه أن يصرفه".. فإننا خبراء في تحضير العفريت لكننا فشلنا في صرفه.. وبذلك أصبح العفاريت حولنا في كل مكان وبصناعة أيدينا وبفعل ذاتي.. وكأن لسان حال الشعب.. بل لسان حال الرئيس السيسي هو "اللهم اكفني شر من حولي".. فالرجل يجاهد هنا وهناك.. من مشروعات قومية إلي انجازات حقيقية.. إلي رحلات مكوكية خارجية.. إلي دعم لجيش مصر حتي يصبح واحداً من أهم وأقوي جيوش العالم.. كل ذلك.. ونحن نضع لأنفسنا وبأنفسنا أزمات تغطي علي كل تلك الانجازات.. وببراعة شديدة نتفوق بها علي كل خبراء صناعة الأزمات في العالم بل ونقدمها هدايا رخيصة الثمن غالية القيمة لأعداء الوطن سواء من الداخل أو الخارج!! نعود إلي أزمة الدولار التي صنعناها واستغلها أعداء الوطن فزادوا من تعقيدها حتي وصلت الأزمة إلي حدود لا معقولة.. وفشلت محاولات العلاج حتي الآن وبيدو أن الخبراء تركوا الحل للأمن فهو كفيل بحلول كثيرة..!! أزمة خطف الطائرة المصرية إلي قبرص وان كانت بمقاييس إدارة الأزمة هي الأفضل في إدارة الأزمة بكل المقاييس منذ عام 2011 حتي الآن.. ولكن.. هذا الخاطف.. ثم الخطأ في اسم خاطف آخر ثم البيانات المتضاربة. في البداية غير أننا نجحنا في النهاية في أن ندير الأزمة ونصل إلي بر الأمان ولكن دون أن نستغلها لصالحنا بعد أن تم استغلالها في البداية ضدنا. إنه الإيطالي ريجيني نحن الذين صنعناها بإدارة فاشلة للأزمة من البداية برغم أن موقف مصر قوي جدا لكن ادارة الأزمة صنعت أزمة أكبر.. وفي نفس الوقت جاءت الفرصة لرد الاعتبار علي حساب ثلاثة من أبناء الوطن ذهبوا ضحايا الغدر والخسة في بريطانيا وأمريكا وأخيرا في ايطاليا نفسها ومع ذلك ولأن الأزمة هنا لصالحنا فشلنا في استغلال هذه الحالات الثلاثة في إدارة أزمة حقيقية لصالح أبناء مصر في الخارج..!! أزمة اتفاقية ترسيم الحدود والمعالجة الأمنية الفاشلة وغياب الرؤية السياسية العاقلة والإعلام السياسي عن المشهد.. كان من نتيجته أيضا صناعة أزمة سواء في التوقيت أو الأسلوب أو العرض أو.. أو.. حتي جاءت الأزمة الأخيرة الخاصة باقتحام نقابة الصحفيين والتي نحترم فيها قرار النيابة بحظر النظر ولكن دون اقتراب من القضية فنحن أيضا الذين صنعنا الأزمة لتزداد تعقيداً في التوقيت حيث يحتفل العالم باليوم العالمي للصحافة وحيث تحتفل مصر باليوبيل الماسي للنقابة والذي أقيم تحت رعاية الرئيس السيسي نفسه!!! لن أتعرض هنا لهذه الأزمة وفن صناعتها وتصعيدها واشعالها.. ولكن أريد أن أشير إلي أن بعد حظر النشر وتحديدا صباح أمس فوجئنا بمظاهرات ضد النقابة وفي حماية الأمن!!! هل يصدق أحد أن هناك محاولات لتقريب وجهات النظر وحل الأزمة في مثل هذا الجو؟ ألم أقل لكم أننا أصبحنا الخبراء الدوليين الأوائل في صناعة الأزمات لبلدنا وتقديمها هدايا بلا مقابل لأعدائنا..؟!! ** منذ أن تولي الرئيس السيسي حكم مصر.. ثم اكتملت خريطة الطريق بالدستور والبرلمان.. وتحققت الكثير من الانجازات وقدمت مصر رؤيتها الاستراتيجية لتنمية مستدامة حتي ..2030 وبدأنا تحقيق انجازات غير مسبوقة.. ثم قناة السويس الجديدة أو شرق التفريعة.. أو مشروع 1.5 مليون فدان أو مشروع الطرق.. أو المشروعات العملاقة أو الانجازات في كل المسارات وتنوع تسليح الجيش الذي كان وظل ومازال فخرا لمصر والمنطقة.. ونجاح مصر في الاتفاق علي العديد من الاستثمارات مع كثير من دول العالم حتي اضطرت بعض الدول التي اتخذت موقفا من مصر إلي التعامل معنا بقوة المنطق المصري .. وبرغم الحرب الشرسة علي مصر خاصة في السياحة.. وبرغم المخطط الدولي لتقسيم المنطقة.. وبرغم كل المخططات والمؤامرات التي يساهم فيها سواء بقصد أو بدون قصد أبناء من مصر.. وبرغم كل هذا فإن الانجازات المصرية أكبر وأكثر تحديا.. لكن الشارع المصري لا يشعر بهذه الانجازات.. هل تعرفون لماذا؟ لأن الشارع يخرج من أزمة مفتعلة شديدة السخونة ليدخل في أخري أكثر سخونة وهكذا يعايش الأزمات بلا حلول فلا يشعر بالإنجازات ..فهل هذا هو المطلوب؟ بدأت أستشعر ان خبراء صناعة الأزمات لمصر يريدون ذلك فعلاً..!!! همس الروح إلهي هذا حالنا لا يخفي عليك وهذا ضعفنا ظاهر بين يديك وهذا شعبنا دعاؤه إليك أنت الأعلم بحالنا منا فعاملنا بما أنت أهل له وليس بما نحن أهل له.. وعاملنا بضعفنا إليك