في ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة سهر الكثيرون في الملاهي والكباريهات وقاعات الفنادق للرقص والشرب والاستماع للأغاني الهابطة والهايفة بينما فضل البعض السهر في معهد الموسيقي العربية للاستماع والاستمتاع بصوتين من أحلي وأجمل الأصوات في العالم العربي هما المطربة حسناء كمال والمطربة رحاب مطاوع وهما من مطربات الموسيقي العربية بالأوبرا. ابدعت المطربتان بأغنيات العظيمة أم كلثوم فغنت رحاب من كلمات مأمون الشناوي ولحن بليغ حمدي أغنية "أنساك ياسلام..أنساك ده كلام". ومن الحان بليغ حمدي ايضا غنت رحاب مطاوع أغنية الف ليلة وليلة للشاعر مرسي جميل عزيز. استغرق الفصل الأول حوالي ساعة ونصف الساعة ثم بدأ الفصل الثاني للمبدعة ذات الصوت الملائكي المطربة حسناء حيث غنت أولا أغنية "هذه ليلتي" للشاعر اللبناني جورج جرداق والحان الموسيقار محمد عبدالوهاب.. اعقبتها بأغنية "شمس الاصيل" للشاعر بيرم التونسي ولحن رياض السنباطي وانفعل معها الحاضرون الذين اكتظت بهم الصالة والبنوار ووضعوا كراسي اضافية في الممرات. طلب الحضور من حسناء ان تعيد مقاطع الأغنية اكثر من مرة وصفقوا لها كثيرا الأمر الذي جعل الدكتورة ايناس عبدالدايم رئيس الأوبرا في غاية السعادة والسرور للنجاح غير العادي من النجمتين رحاب وحسناء. وأتصور لو أن الموسيقار محمد عبدالوهاب والموسيقار رياض السنباطي كانا علي قيد الحياة واستمعا إلي صوتي حسناء ورحاب ومعهما الموسيقار بليغ حمدي لجعلا منهما أم كلثوم جديدة فهما تملكان أحلي صوتين واجمل من اصوات كل المطربين في العالم العربي حاليا وللاسف بعض القنوات التليفزيونية تجري مسابقات لاختيار أصوات غنائية تشبه نهيق الحمير وفي مصر أصوات تصل إلي مستوي صوت أسطورة الغناء السيدة أم كلثوم ولو كانت علي قيد الحياة لاحتضنتهما وقدمت لهما الرعاية. اقيم الحفل بمعهد الموسيقي العربية الذي ضمه فاروق حسني وزير الثقافة رسميا إلي دار الأوبرا عام 1995 وصرف سبعة ملايين جنيه لإعادة بنائه وترميمه من جديد وتم افتتاحه في صورته الرائعة في عهد ايناس عبدالدايم رئيس الأوبرا والتي اعادت الحياة لمسارح الأوبرا. هذا المعهد قام بافتتاحه الملك أحمد فؤاد يوم الخميس 26 ديسمبر عام 1929 وتغير اسمه من نادي الموسيقي الشرقي إلي معهد الموسيقي الشرقية وحضر الافتتاح الملك فؤاد والوزراء والقي كلمة في حفل الافتتاح وشهد نشيد الترحيب الذي نظمه أحمد شوقي ولحنه مدير المعهد مصطفي رضا واستمع إلي مقطوعات موسيقية وضعها الشاعر جعفر علي وقصيدة لأحمد شوقي القاها الشاعر علي الجارم وغني محمد عبدالوهاب من الحانه ونظم أحمد شوقي "الليل لما خلي". المعهد تحفة رائعة تستحق الزيارة!!