شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس بمقر رئاسة الجمهورية توقيع الاتفاقية الحكومية بين مصر ممثلة في هيئة المحطات النووية وروسيا ممثلة في شركة روز أتوم الروسية العاملة في مجال بناء المحطات النووية والتي سيتم بمقتضاها بناء محطة الضبعة النووية. الاتفاقيات الثلاث بين مصر وروسيا الأولي منها خاصة بالتعاون المشترك بين مصر وروسيا لإنشاء محطة الطاقة النووية بالضبعة ووقعها محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة وسيرجي كارينكي مطير عام مؤسسة الطاقة الروسية روز اتوم وشهد توقيع اتفاقية أخري حول تقديم روسيا قرض استيراد لمصر لإنشاء محطة الطاقة النووية ووقعها هاني قدري وزير المالية وسيرجو كارينكي من الجانب الروسي. كما شهد الرئيس توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة الرقابة النووية الاشعاعية المصرية ووقعها الدكتور وليد ابراهيم محمد ومن الجانب الروسي نائب رئيس هيئة الرقابة التكنولوجية للطاقة النووية والاشعاعية. وشارك في التوقيع د. سيرجي كريانكو المدير العام للشركة الروسية ود. محمد شاكر المراقبي وزير الكهرباء والطاقة المتجددة وعدد من مسئولي هيئة الطاقة النووية المصرية ومسئولي الشركة الروسية وسفير روسيا بالقاهرة وتشمل الاتفاقية النواحي الفنية المتعلقة بأحدث التكنولوجيات التي تشمل أعلي معايير الأمان النووي ويتضمن العرض الروسي أفضل الأسعار التمويلية الخاصة بأفضل تمويل وفترة سماح أوفائدة ولا تضع الاتفاقية شروطا سياسية علي مصر وبمقتضاها توفر روسيا حوالي 80% من المكون الأجنبي وتوفر مصر حوالي 20% علي أن تقوم مصر بسداد قيمة المحطة النووية بعد الانتهاء من إنشائها وتشغيلها وتضم المحطة النووية وفقاً للاتفاقية في المرحلة الأولي 4 وحدات قدرة كل منها حوالي 1200 ميجاوات بتكلفة حوالي 10 مليارات دولار. كما تم توقيع اتفاقية أخري لتمويل مشروع انشاء المحطة النووية ووقع هاني قدري دميان وزير المالية ممثلاً عن جمهورية مصر العربية وسرجيا اناتولي ممثلاً لروسيا الاتحادية وتم توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة الرقابة النووية والاشعاعية المصرية والجهاز الفيدرالي للرقابة البيئية والنووية والتكنولوجية الروسية في مجال التعاون في المجال السلمي للطاقة النووية ووقع عن مصر في مذكرة التفاهم د. وليد ابراهيم زيدان نائب رئيس هيئة الرقابة النووية والاشعاعية واليكسي فونترافو نائب رئيس الجهاز الفيدرالي للرقابة البيئية والنووية والتكنولوجية وألقي الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمة عقب التوقيع قال فيها انه في ظل الظروف العصيبة التي تمر بالعالم والمنطقة يأتي الهدف من التوقيع اليوم وهو رسالة أمل وعمل وسلام لنا في مصر وللعالم كله. مشيراً إلي أن المشروع يوفر مستقبلا أفضل للشعب المصري وللشعوب المحبة للسلام والأمن في العالم وهنأ السيسي الشعب المصري بهذه الاتفاقية واصفاً إياها بأنها حلم طويل لمصر أن يكون لها برنامج نووي سلمي لإنتاج الطاقة الكهربائية واليوم نضع أول خطوة في تنفيذ هذا الحلم. وأشار السيسي إلي أن هذا البرنامج نووي سلمي ونحن ملتزمون التزاما قاطعا وكاملا بتوقيعنا علي اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية موضحا ان هناك كثيرون متحسبين يفهمون المشروع خطأ ولفت إلي أننا حريصون علي امتلاك برنامج نووي سلمي وهذا لن يتغير.. القدرة الحقيقية لأي أمة هي العلم والمعرفة والوعي والعمل والصبر ومن يتملك ذلك يكون قد امتلك أشياء كثيرة. أضاف انه خلال عام أو يزيد في دراسات متعمقة جداً ودراسة عروض تقدمت بها شركات ودول في هذا المجال وتمت الدراسة من كافة الأوجه فنحن نتحدث عن محطة من 4 مفاعلات من الجيل الثالث أي أقصي ما وصل إليه العلم في هذا المجال فضلاً عن ضمانات حقيقية أثناء التنفيذ لاعتبارات البيئة والأمن نتحدث عن محطة نووية تتحمل اصطدام طائرة وزنها 400 طن دون أن يؤثر علي سلامتها وأكد ان الشروط والدراسات راعت كل الاعتبارات كما ان أفضل عرض من المنظور الاقتصادي حيث سيتم سداد هذه المحطة علي 35 سنة لن تتحمل الأجيال أو موازنة الدولة في سداد تكاليف إقامة هذه المحطة حيث سيتم السداد من الانتاج الفعلي للكهرباء التي سيتم توليدها من هذه المحطة فضلاً عن اننا تحصلنا علي معرفة وعلوم مرتبطة بالاستخدام السلمي للطاقة النووية من تدريب وتأهيل لشبابنا وعلمائنا في هذا المجال بشكل كامل كما ان الشركات المصرية تعمل بما لا يقل عن 20% من قيمة هذا العقد في هذه المحطة هذا سيمكننا من امتلاك تكنولوجيا ومعرفة وخبرات نستطيع أن نتشارك مع الآخرين في المنطقة في هذه الصناعة بشكل أو بآخر واصفا العقد بأنه الأسرع في تاريخ المشروعات وتابع السيسي: اليوم له دلالة لأنه في أعقاب الظروف الصعبة التي تمر بالمنطقة كان التوقيع رسالة عن حجم العلاقات المصرية الروسية وان الشعب المصري متفهم شواغل المواطن الروسي والقيادة الروسية تجاه تأمين مواطنيها منذ الحادث المؤسف بسقوط الطائرة علي أرضنا ونحن أبدينا بكل تفهم التعاون مع اللجان التي تم ارسالها وإيفادها من روسيا والدول الأخري المعنية بهذا الموضوع وأكد ان هذا التعاون يؤكد علي اننا نتعامل مع الموضوع بمنتهي الشفافية لأن أرواح الناس أمر في منتهي الأهمية مثلما هو هام للآخرين واتخذنا إجراءات كثيرة في مجال مراجعة الإجراءات الأمنية للمطارات والمواني التي تتعامل في مثل هذه الموضوعات ولن نقف إلا عندما نكون متأكدين تماما ومن يريد الاطمئنان معنا انه لا يوجد لدينا أي ثغرة يتحسب منها أحد أو تكون مجالا للقلق أو التشكك وهو ما ناقشناه في مجلس الأمن القومي كما ناقشنا موضوع المحطة النووية في الضبعة لكي يتم اتخاذ ما يلزم طبقاً للقواعد المعمول بها هنا لكي يكون هناك موافقة بالإجماع كما تمت مراجعة كافة المسائل المرتبطة بالأمن والاستقرار في مصر وأوضح ان مصر أعلنت موقفها من الارهاب منذ أن تولي المسئولية حيث يحتاج إلي استراتيجية وجهد دولي عالمي لمجابهة هذا الأمر من منظور فكري وثقافي واجتماعي وخطاب ديني وليس فقط أمني اليوم بعد ما يقرب من سنة ونصف السنة نري ما يحدث حولنا في العالم وهنا في مصر نؤكد اننا نشارك بقوة وبفاعلية مع كل الجهود من أجل مكافحة الارهاب في المنطقة لأمن وسلامة واستقرار المنطقة وشعوبنا والعالم أوجه هذه الرسالة للقيادة والشعب الفرنسي والروسي نحن معكم في مواجهة الارهاب مشدداً علي ضرورة أن تكون الجهود عالمية لأن الظاهرة خطيرة. أشار السيسي إلي أن الاتفاقية توقع ومصر علي أعتاب المرحلة الثانية من الانتخابات وهذا معناه اننا نسير علي الطريق السليم هنفضل نعمر في بلدنا لآخر لحظة وتابع أي حد ممكن يتهز أو يخاف إلا انتم يا مصريين لأنكم عملتم عمل كبير جداً خلال الشهور الماضية والإنجازات التي تحققت بكم أنتم وكلها خطوات علي الطريق ولا يزال هناك عمل وأمل كبير نريد تحقيقه لنا ولشبابنا وأحفادنا وألف مبروك لهذا التوقيع ويأتي اليوم الذي نحتفل فيه بهذا المشروع الذي كان أمل لنا علي مدي سنوات كثيرة مضت علي حد قوله.