هل تكون سياسة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل تجاه المهاجرين القادمين من مناطق الحروب والعوز سبباً في تقسيم أوروبا؟ هذا السؤال طرحته مجلة "دير شبيجل" الألمانية واسعة الانتشار في عددها الاسبوعي صورة ميركل تصدرت غلاف المجلة علي شكل الأم تريزا التي كانت قديسة ترعي الفقراء والمرضي والجائعين والمشردين "ملح الأرض". قالت المجلة ان ميركل تثير الانقسامات بين دول الاتحاد الأوروبي من خلال محاولاتها الوصول إلي حل لمشكلة المهاجرين في القمة الطارئة لزعماء دول الاتحاد الأوروبي الأربعاء المقبل في العاصمة البلجيكية بروكسل. فقد اتصلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هاتفياً بنظيرها زوران ميلانوفيتش رئيس وزراء كرواتيا لتطمئن علي أحوال المهاجرين العالقين بين كرواتيا والمجر. بعد ان بدأت المجر بإقامة سياج من الأسلاك الشائكة علي حدودها مع كرواتيا لمنع تدفق اللاجئين الساعين للوصول إلي غرب أوروبا. بعد ان انتهت من تشييد سياج حديدي مدعوم بالأسلاك الشائكة علي حدودها مع صربيا. فقد بلغت كرواتيا الحد الأقصي لاستقبال اللاجئين بعد دخول أكثر من 13 ألف مهاجر إلي أراضيها منذ صباح الاربعاء الماضي. حسبما أفاد رئيس وزراء كرواتيا إلي المستشارة الألمانية هاتفياً. كما طالبت ميركل من ميلانوفيتش مراعاة معاملة المهاجرين وعدم التعدي علي كرامتهم. فيما ينص عليه القانون رقم 1 من الدستور الألماني. فسياسة ميركل ضحت برئيس مصلحة شئون الهجرة واللاجئين لألمانيا. بتقديم استقالته. فالسؤال هل سياسة ميركل حول اللاجئين تستهدف تحقيق هدف واضح أم لا؟ أنجيلا ميركل صاحبة لقب مدام لا "نو". منذ فترة طويلة. وإزاء هذا الوضع. أصبح الرأي العام الألماني في حيرة من أمره إذ لا يفهم ماذا تريد ميركل تماماً من مسألة اللاجئين. ففي مطلع يوليو الماضي. كانت ميركل تبدو بموقف متشدد عندما قالت خلال نقاش عام رداً علي شابة فلسطينية متأثرة في حوار مع المواطنين تقيمه أكثر من مرة سنوياً في مدن ألمانية مختلفة ان ألمانيا لا يمكنها استيعاب كل المآسي في العالم. وفي مطلع الشهر الجاري. التقطت لها صور وهي تبتسم مع سوريين تم إيواؤهم في منازل قبل ان تعود إلي خطها المتشدد. كما تعرضت ميركل في نهاية الأسبوع الماضي إلي انتقادات رؤساء حكومات الولايات أمام اللاجئين. في الأسابيع الماضية مما أدي إلي اكتظاظ مراكز الاستقبال. وبالأخص الحزب البافاري أي الأكثر تشدداً من حزب ميركل لم يتردد منذ عدة أيام في انتقاد السياسة المتعاطفة التي تنتهجها الحكومة الألمانية بزعامة ميركل. فقررت الحكومة اعادة فرض رقابة علي الحدود للحد من تدفق عشرات آلاف اللاجئين القادمين من دول البلقان مروراً بالمجر والنمسا. ويذكر ان الأم تريزا هي راهبة ذات أصول البانية شرق أوروبا وبالمناسبة هاجرت إلي بلاد الهند. وحازت علي جائزة نوبل للسلام عام 1979م بسبب فعل الخير للفقراء مادياً ومعنوياً ومرافقة المرضي في فترتهم الاخيرة من حياتهم شخصياً. واهتمت بموضوع المجذومين والعناية بهم ومع اتساع عملها أسست جمعية أخوة المحبة عام 1963م خاصة بالرهبان. توفيت في كالكوتا الهندية في 5 سبتمبر 1997م بعد مرض طويل عن عمر يناهز 87 عاماً.