شهدت مواقف الأقاليم والمحافظات زحاما شديدا استمر حتي صباح يوم العيد وهو المشهد المتكرر سنويا في ظل تجاهل تام من المسئولين. رحلة عذاب يعيشها المواطنون بعد أن تركتهم الحكومة فريسة للسائقين يتحكمون فيهم برفع الأجرة تارة وتحميل أعداد زائدة تارة أخري. في البداية يقول عبدالسميع محمود - موظف: نعاني الأمرين في إيجاد وسيلة مواصلات للسفر إلي الشرقية فالزحام شديد جدا ولا يوجد أي ميكروباص وننتظر أكثر من ثلاث ساعات في موقف عبود بخلاف المشاجرات والمشاحنات بين الركاب والسائقين علي الركوب. ويضيف صابر عبدالمنعم - مدرس - أعداد المسافرين تتزايد خاصة قبل العيد فكل الأسر تسافر لقضاء العيد مع ذويهم ولذلك نجد جميع المواقف بلا استثناء مزدحمة للغاية وهذا يرجع لسفرهم في ميعاد وتوقيت واحد بحكم العمل أو الدراسة. وبصوت حاد ومرتفع يقول صبري سليم: هذه المشكلة نواجهها كل عام خاصة في الأعياد والحكومة تقف عاجزة علي وضع حل لهذه المشكلة لذلك نطالب بزيادة الرقابة علي هذه المواقف خاصة مواقف الصعيد التي يجري فيها مشاجرات كثيرة. ويؤكد سيد عبدالمنعم.. اعتدت وأقاربي الذهاب إلي قنامسقط رأسي للاحتفال بالعيد بين العائلة ولكني لم أتمكن من حجز تذاكر في القطارات مما اضطرنا للجوء إلي سيارات الأجرة بالرغم من خطورتها وكثرة الحوادث علي الطريق ففوجئنا بارتفاع سعر الأجرة للضعف وهذا الوضع نتعرض له في كل مناسبة أو في أوقات الذروة. ويضيف أحمد ميرغني - سائق - أن أعداد الركاب في زيادة مستمرة ونقص السيارات التي تقلهم إلي المحافظات أدي إلي ظهور القومسيونجي الذي يتفاوض مع المسافرين لحجز كرسي لهم بالسيارة مقابل "عمولة" أو زيادة الأجرة ويدأ التفاوض بينهم وعند الاتفاق يتوجه بهم إلي شارع جانبي يتواجد به السيارة التي تقلهم. ويؤكد محمود علي أن الزبائن أصبحت تحت رحمة السائقين الذين يختارون من يركب في سياراتهم ويفضلون السيدات والفتيات دون النظر إلي كبار السن مما يسبب مشاكل كثيرة جدا وتزاحم الشباب علي نوافذ الميكروباصات. ويشير سامح عيد إلي أنه قرر التوجه إلي الأتوبيس للذهاب إلي المحلة بعد أن فقد الأمل في ركوب القطار بسبب الزحام وفوجئ أيضا في الموقف بزحام أكثر علي الميكروباصات وعدم توافر أي أتوبيسات إضافية تستوعب هذا الكم الهائل من المواطنين فقررت قضاء أول أيام العيد في القاهرة. وتقول سمية عبدالسلام: إنه في الأعياد تكون هناك أزمة كبيرة في الميكروباصات واختفاء السوبر جيت وأتوبيسات شرق الدلتا يزيد من هذه الأزمة. ويضيف عادل محمود أن المواطنين هم الأساس وراء طمع السائقين لعدم الالتزام داخل المواقف وإسراعهم بالهجوم علي السيارات قبل أن تدخل الموقف بسبب الزحام في المناسبات مما يدفع بعض السائقين للطمع ودفع الأجرة. وبغضب شديد يقول عطية مليجي: هذه المهزلة نعيش فيها كل مناسبة ولا نجد لها حلا فالحكومة حتي الآن لم تعمل علي زيادة أعداد الأتوبيسات وتجعلنا فريسة لأصحاب الميكروباصات ولا نعرف ماذا نفعل فمن حقنا أن نحصل علي إجازة ونجد وسيلة مواصلات مريحة نستقلها نحن وعائلتنا. محمود السيد يؤكد أن بعض أصحاب الشركات الخاصة استغلوا الأزمة واستأجروا أتوبيسات سياحية لنقل الركاب بأسعار مبالغ فيها مما أدي لعزوف الكثيرين عن السفر مطالبا الحكومة بالتدخل السريع وتشغيل أتوبيسات بديلة لإجبار الشركات علي تخفيض الأجرة.