1⁄4 أتمني ألا يطل علينا وزير الداخلية الأسبق. حبيب العادلي. عبر شاشات الفضائيات بعد حصوله علي البراءة ليقول لنا: إن ثورة يناير كانت "مؤامرة". فمن الحكمة أن يلتزم الصمت.. ويعيش في سلام مع أسرته ولا يُدخل المجتمع في جدل. مثلما فعل أحمد عز. أمين التنظيم في الحزب الوطني عندما أراد الترشح في الانتخابات البرلمانية. وآثار استياء الرأي العام. وليس من الحكمة أيضاً أن تتسابق الفضائيات في الإلحاح علي الوزير الأسبق ليظهر علي شاشاتها. ويشرح كيف كانت "مؤامرة" يناير. ورغم أن الدستور حسم الأمور. وقال: إن ما حدث في 25 يناير ثورة. ويدرس أيضاً تلاميذ المدارس أن يناير ثورة. ضحي فيها الشهداء بأرواحهم لنعيش في حرية وكرامة.. لكن الملاحظ الآن أن فلول الوطني ونظام مبارك. يرددون بصوت مسموع أن ما حدث في يناير لم يكن ثورة. ولكنه كان "مؤامرة" حسب زعمهم. ولم نعد في مصر نسمع سوي من يقول عن يناير إنها "مؤامرة" وأن 30 يونيه لم تكن ثورة!! والحقيقة أن الشعب المصري أو غالبيته العظمي. رفضت نظام مبارك. فثارت عليه في 25 يناير. ورفضت نظام الإخوان. فثارت عليه في 30 يونيه. هذه الغالبية العظمي من أبناء الشعب المصري. لا تريد أن تسمع صوت فلول الوطني. ولا فلول الإخوان. فلقد جربنا طريقة هؤلاء. وهؤلاء في الحكم. ولم ترضينا.. الغالبية العظمي تريد إسماع صوتها. وتريد أن نجرب الطريق الثالث. طريق ثورتي يناير ويونيه. وليس طريق الوطني أو الإخوان. دعونا نجرب طريق الأمل والمستقبل والعدالة والحرية والكرامة الإنسانية.. دعونا نجرب طريق العمل والإنجاز. والتصنيع وفتح آفاق التنمية والاستثمار. لنتمكن من الانطلاق.. دعونا نجرب طريق الخروج من الروتين والواسطة والمحسوبية. والفساد والرشوة. وزواج رأس المال بالسلطة. دعونا نجرب طريق الحرية والنقاش والديمقراطية. وليس حكم الجماعات الأيديولوجية المُغلقة التي لا نعرف كيف تفكر. ولا نعرف لصالح مَن تتم إدارة البلاد.. دعونا نجرب طريقاً لا يصادر فيه الوطن لصالح جماعة بمفردها. فمصر أكبر من أي جماعة.. دعونا نجرب الطريق الذي لم نجربه قبل ذلك علي أيديكم. وها أنتم ترون ما نحن فيه. وما وصلنا إليه من بؤس. وتخبط. وخلاصة القول: إن شباب ورجال وسيدات مصر. لن يدعوكم تتنازعون علي العودة لصدارة المشهد مرة أخري. مصر ليست حكراً عليكم.. مصر تريد أن تشق طريقها لتحتل مكانتها التي تليق بها بين الأمم. وأنتم تحاولون بكل ما أوتيتم من قوة عرقلتها وتأخيرها. وتشنون الحرب عليها.. علي مَن حَكَم وفَشل. أن يتواري خجلاً. فمصر تستيقظ الآن كما قال الرئيس. ولن يقف أحد في طريقها من أعداء الداخل أو الخارج.