ما الذي يعنيه إصرار "أحمد عز" والعناصر التابعة له. ومجموعات "الحزب الوطني" المنحل. علي أن تتحدي الإرادة الشعبية. والثورة العارمة. التي هزت مصر هزاً في الخامس والعشرين من يناير 2011. وأن تندفع "بربطة المعلم" لكي تخوض. بكل عزيمتها. انتخابات البرلمان القادم. بهدف السيطرة عليه. وموفرة لتحقيق هذا الغرض. ما تملكه من مصادر كبيرة للثروة وللقوة. معلوم من أين أتت. ومستخدمة شبكات علاقاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية. والقائمة علي المصلحة وتقاسم المغانم والنفوذ. غير مدركة أنها. ومرة أخري. تسكب البنزين علي النار. وتهيج المشاعر الشعبية. وتستفز النمر الساكن الذي يتصور البعض. مخطئاً. أنه قد تم تخديره. وانتزاع أنيابه. وأصبح من السهل امتطائه. وكأن الشعب المصري. دوناً عن كل شعوب الأرض. شعب بلا ذاكرة. وقد غفر لأحمد عز ما تقدم من ذنبه وما تأخر. وتجاهل خطاياه في حق الوطن. ومستقبل أجياله. والتي مازالت تنظرها المحاكم. حتي الآن!. ولعل "حسني مبارك". الرئيس المخلوع. وقد عركته التجربة المرة التي عاشها بعد الثورة. كان أكثر حرصا. وأشد حذراً. حين نصح "عز" بأن يبعد عن السياسة والانتخابات. ويحمد الله علي خروجه سالماً من السجن. حتي لا يثير غضب واستفزاز الناس مرة أخري. كما نصح ولديه بالبعد عن فرض نفسيهما مرة أخري علي المصريين. ف "لا تسلم الجرة كل مرة". كما يقول المثل!. ورغم ذلك فأنا لا أعتقد أن "أحمد عز" سيرتدع. أو يستمع لصوت العقل. ويكتفي بما نهبه من ثروات. وما تسبب به من خراب. ذلك أنه ينتمي إلي نوع من الفصائل الرأسمالية. التي وصفها الخبير الاقتصادي المحترم. الدكتور "صبري الشبراوي". فقال الرأسمالية المصرية فاجرة. لا تضيف قيمة. ولا تعطي عدلاً. وتأخذ كل شيء".. فضلا عن كونها لا ترعي ذمة ولا تحفظ جميلاً!. ويضاف إلي ذلك أن "أحمد عز" وأمثاله. في أشد الحاجة لحصانة المجلس. بتصور أنها ستحميهم من المساءلة والعقاب. وحتي يتمكنوا من تمرير تشريعات تحقق مصالحهم. وتحمي ما جمعوه من مليارات من عرق الشعب ودمائه!. ولعلي بهذه المناسبة أذكر "أحمد عز". ومن لف لفه. أنه وبتحديه. مرة أخري للمشاعر الشعبية التي لا تطيق وجوده. إنما يعيد استنساخ الماضي القاسي بحذافيره. وأستعيد له وقائع جلسة "مجلس الشعب" يوم 4 مايو 2006. حينما وقف نائب "الحزب الوطني" السابق. المنحل الآن. "أحمد أبو حجي". يصرخ في البرلمان. وما من مستمع في مناقشات بيع شركة "عمر أفندي" المخزية. قائلا: إن "الشعب لم يشعر حتي الآن بأي مردود للمليارات التي باعوا بها شركات القطاع العام.. البلد ضاعت وراحت في داهية. وهيحصل فيها ثورة. لكن أنا مطمئن لأنهم بعد أن يبيعوا كل شيء ستأتي الثورة الجديدة. وتعيد تأميم كل ما باعوه. ويعود القطاع العام مرة أخري". وما يمنحني الثقة في أن لا "أحمد عز" ولا ملياراته ولا آلالاف من أتباعه. قادرين علي اختراق وعي. أو إهانة كرامة. المصريين بعد تجربة الثورتين. هو ما شاهدته وسمعته. وشاهده وسمعة الملايين من المشاهدين في برنامج "العاشرة مساء". منذ أيام. حينما رفض المواطنون. في مدينة "السادات". معقل "عز" ومكان مصانعه. وساحة معركته الانتخابية. حرق رشوة البطاطين التي وزعها عليهم. وهم في أشد الحاجة لها. مع موجات الصقيع الراهنة. ونطق بلسانهم. فتي لم يتعد العشرين من عمره. وما أبلغ ما نطق به قال لافض فوه: "أحمد عز" اللي احنا بنشوفوه منه. دلوقتي. علشان خاطر يخش مجلس الشعب. يوزع بطاطين ويوزع كيماوي. واحنا عاوزين نقوله كلمتين اتنين: خلاص اليومين دول راحوا لحالهم. إحنا صحينا وما عدناش نمشي دلوقتي بشكارة الكيماوي. ولا عدناش نمشي دلوقتي بالبطاطين!.. خلاص إحنا عاوزين نسقع. وعاوزين نموت من السقعة. ومش عاوزينك تجيب لينا حاجة!. إحنا صحينا خلاص من الغفلة اللي كنا نايمين فيها دي.. إحنا عاوزين مصر ومش عاوزينك ولو أنت عندك دم ياريت متخشش مجلس الشعب!".