استعداداً لاستقبال الرئيس الجديد بعد أيام معدودة بدأت أعمال الصيانة اللازمة لقصر الاتحادية والتأمين لأسواره الخارجية وإحاطته بالحواجز الخرسانية وإغلاق جميع البوابات باستثناء البوابة الأولي بشارع الميرغني المخصصة للزوار والموظفين والبوابة رقم "5" الواقعة في شارع جانبي يصل بين قصر الرئاسة وفيلا السلام مقر اقامة الرئيس. شملت الاستعدادات إزالة جميع الكتابات والرسوم المسيئة من علي أسوار القصر ودهان واجهة المبني الرئيسي وترميم قبة القصر ورفع المخلفات من الشوارع المحيطة بالقصر. وقصر "الاتحادية" أو "العروبة" هو مقر الرئاسة المصرية منذ أن تحول في عهد الرئيس أنور السادات عام 1972 إلي مقر لاتحاد الجمهوريات العربية الذي ضم كلا من مصر وسوريا وليبيا. ويعد القصر تحفة معمارية متميزة وكانت عامل جذب سياحي للعديد من الشخصيات الملكية في مصر وخارجها ورجال الأعمال الأثرياء وافتتحته الشركة الفرنسية المالكه له في البداية كفندق "جراند أوتيل" في ديسمبر 1910 كباكورة فنادقها الفاخرة بأفريقيا. صمم القصر المعماري البلجيكي أرنست جاسبار ويحتوي علي أربعمائة حجرة بالاضافة إلي 55 شقة خاصة وقاعات بالغة الضخامة كما تم تأثيث الحجرات بأثاث فاخر من طراز لويس الرابع عشر لويس الخامس عشر أما القاعات المركزية فقد زينها النجف الكريستال الذي يحاكي الطراز الشرقي. وفي الجهة الأخري من القاعة الكبري توجد قاعة طعام فاخرة تضم 150 مقعداً وقاعة أخري تضم ثلاث طاولات بلياردو وبالنسبة لقبة القصر فيبلغ ارتفاعها 55 متراً من الأرض إلي السقف أما الطابق السفلي ومنطقة العاملين فكان من الضخامة بحيث تم تركيب خط سكة حديد بطول الفندق وكان يمر بمكاتب الإدارة والمطابخ والثلاجات والمخازن. وظل القصر مهجوراً بعد فترة من التأميم في الستينيات ثم استخدم كمقر لعدة إدارات ووزارات حكومية وفي يناير 1972 أثناء حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات صار القصر مقراً لما عرف باتحاد الجمهوريات العربية ومنذ ذلك الوقت أطلق عليه اسمه الحالي غير الرسمي "قصر الاتحادية" أو "قصر العروبة". وأصبح شاهداً علي عصور ثلاثة رؤساء مصريين يمثلون اتجاهات فكرية وسياسية هم أنور السادات الذي تبني سياسة "الانفتاح" والرئيس الاسبق حسني مبارك الذي تم الاطاحة به من خلال ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 ثم محمد مرسي الرئيس المعزول الذي اطاحت به ثورة 30 يونيو.