وراجت ¢ تجارة السلاح ¢ في الفيوم عقب ثورة 25يناير وأصبح السلاح بين أيدي الأغنياء والفقراء علي حد سواء وبين الكبار والصغار وتفاوتت الفروق بينهم حسب القدرات المالية من بدائية الصنع المعروفة بفرد الخرطوش إلي الآلي والجرينوف. وكان لهذا الانتشار دور كبير في تأجيج الصراعات التي كانت مكتومة بعض العائلات ومن أشهرها ما حدث في قرية أبو جندير بمركز اطسا والذي استخدمت فيه أسلحة ثقيلة متعددة الطلقات محمولة علي سيارات. وأصبح السلاح أسهل طريقة لتصفية خلافات تجار المخدرات ومازالت آثار طلقاته باقية علي مآذن بعض مساجد القرية. كما انتشرت معه حوادث وعصابات السرقة بالإكراه علي الطرق السريعة. يقول مصطفي صلاح ¢ موظف ¢ إن البعض يلجأون للسلاح ويعتبرونه ملاذهم الأخير للدفاع عن ممتلكاتهم وعائلاتهم وأسرهم من هجمات اللصوص والبلطجية والبعض من الموسرين يعتبرونه نوعا من الوجاهة ويتباهون بحيازته في الأفراح والمناسبات ويتفنون في طرق إخفائه بمنازلهم أو حقولهم بعيدا عن أعين الشرطة ولكنه قريب من متناول أيديهم. ووسط كل هذه الحالات تواصل أجهزة الشرطة والأمن حملاتها وتنشر أكمنتها الثابتة والمتحركة التي تمككنت خلال السنوات الماضية من ضبط كميات كبيرة من الأسلحة المسروقة من مراكز الشرطة والمهربة من ليبيا خصوصا بالأكمنة الواقعة علي طريق القاهرة.أسيوط الغربي وطريق القاهرة / الفيوم. يقول محمد طه ¢ بالمعاش ¢ إن حمي تجارة الأسلحة انتعشت في مختلف أنحاء المحافظة ونشطت مافيا تهريب وبيع الأسلحة واقترنت أكثر بتجارة المخدرات في أعقاب ثورة 25 يناير عبر بعض الأشخاص من أبناء المحافظة من الذين عاشوا في الجماهيرية الليبية أو ارتبطوا بعلاقات نسب أو مصاهرة مع بعض الأطراف هناك واعتبروها نوعا من أنواع التجارة الرائجة والمربحة ونجحوا في الوصول إلي المحافظة وقت الانفلات الأمني الذي أعقب الثورة المصرية والثورة الليبية وتمكنت قوات الشرطة بالفيوم من ضبط كميات كبيرة منه بالتعاون مع القوات المسلحة في إحباط عشرات المحاولات لتهريب الأسلحة. وفي نفس الوقت انتشرت تجارة السلاح الأبيض وراجت صناعته في ورش تصنيع ¢ السنج ¢ والبلاطي ¢ و ¢ السيوف ¢ وتربع قرن الغزال علي عرش الأسلحة البيضاء ونجح أصحاب الورش في عمليات تغيير أسلحة الصوت ¢الفشنك¢ الواردة من تركيا إلي أسلحة نارية قاتلة وأنتجوا كميات كبيرة من أسلحة الخرطوش محلية الصنع وأصبحت العملية بأكملها تهدد أمن وسلامة المجتمع الفيومي. يقول كمال عبد العليم ¢ فلاح ¢ إن الفرد الخرطوش هو بمثابة الهواء والطعام للفلاح ويستخدم في حمايته من الذئاب وأي مكروه يواجهه أثناء نوبة الري وأضاف أن الفلاح يلجأ إليه بسبب الإجراءات القاسية لحيازة السلاح بشكل رسمي وسعره في متناول الجميع ومن السهل العثور عليه دون تعب أو تعقيد وطلقاته غالية بعض الشئ لكنها موجودة والكل يتسابق علي شرائه وحمله للدفاع عن النفس. وقال إن تجارة الأسلحة خصوصا ¢البيضاء¢ تباع علي الأرصفة وفي المحلات بشكل علني بلا ضابط أو رابط وارتفعت أسعارها بشكل غريب فالسنجة التي كان سعرها 50 جنيها وصل ثمنها إلي 100جنيه والسنجة الأجنبي المستوردة ¢ البرازيلي ¢ ارتفعت من 75 إلي 300جنيه والقرن غزال من 20 إلي 150 حتي الشومة وصل سعرها 150جنيها. ويكشف صبري سعيد أن بعض التجار وجدوا في تجارة الأسلحة مكسباً أكبر من تجارة المخدرات فقام بعضهم بعمل زيارات مكوكية إلي مرسي مطروح خلال فترة الثورة ونجحوا في ظل الانفلات في عقد صفقات وتمكنوا من جلب أسلحة حديثة وباعوها إلي العائلات المتصارعة بسبب قضايا الثأر كما حدث في قرية أبو جندير وراح ضحيتها عدد من أهالي القرية. وقال إن سوق السلاح حالياً يواجه بعض المشاكل وزاد سعره بشكل خيالي بسبب الضربات الأمنية لضباط إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الفيوم وارتفعت أسعار الأسلحة بشكل غير مسبوق لدرجة أن المسدس 9 ملي ارتفع سعره من 4 آلاف جنيه إلي 30 ألف سواء مصري الصنع أو بلجيكي. أما الطبنجة الألماني فقد ارتفع سعرها من 12 ألف جنيه إلي 35 ألف. ووكرتونه الذخيرة 9 مللي زادت من 400 إلي 1200 جنيه وتتعدد ماركات المسدسات من روجيتا وروكستار وبريتا الإيطالي والسلاح البلجيكي. ومن البنادق الحديثة ماركة ¢وينشستر¢ أمريكي و¢فويد¢ النمساوي والبنادق الألماني والإنجليزي. كما طالت الأسعار المرتفعة الذخيرة الحية وأدي الإقبال علي شراء المسدسات الصوت إلي ارتفاع سعرها هي الأخري من 500 جنيه إلي 1500 جنيه والتي يشعر حاملها بنوع من الارتياح ولو قليلاً لسببين الأول أنها مخالفة قانونية بسيطة لكونها ¢ فشنك ¢ والثاني لأنها تعتبر وسيلة للدفاع عن النفس بعد ارتفاع أسعار الأسلحة الحقيقية ويرجع ذلك إلي منع استيراد الأسلحة من الدول الأجنبية وأصبحت المصانع المصرية الجهة الوحيدة المنتجة للطبنجة الحلوان 9مللي. إحساس زائف ويحذر الدكتور عصام سيد أحمد حسين رئيس قسم جراحة الحروق بمستشفي الفيوم العام من حمل السلاح وقال إنه يعطي صاحبه إحساسا بالقوة والغرور فيصاب بحالة انفعال هستيري وهو ما قد يؤدي إلي العشوائية في استخدام السلاح وعدم التحكم في إطلاق الرصاص مما قد يترتب عليه وقوع ضحايا بلا ذنب ويقول إن حمل السلاح في الأحياء الشعبية أصبح مألوفاً كما أن بيع الأسلحة البيضاء يتم بشكل علني ويتم صنعها بسهولة كالسنج والسيوف عند الحدادين عن طريق سن المقروطة ب 10 جنيهات والأخطر من ذلك سهولة صنع سلاح ناري يدوي عن طريق استخدام ماسورة مياه وتعديلها عند الحدادين وتحويلها إلي فرد خرطوش فيصبح سلاحا ناريا بسعر أقل