أكدت مصادر مسئولة بملف مياه النيل أن التصعيد الإعلامي حول الخلاف علي سد النهضة من قبل حكومة أديس أبابا يعكس حجم الأزمة السياسية التي تعيشها الحكومة داخل المجتمع الأثيوبي ورغبة منها في توجيه اهتمام المجتمع الذي يعاني من أزمات اقتصادية متلاحقة وانخفاض متزايد في معدلات النمو إلي قضية فرعية بدلاً من مواجهة هذه الأزمات خاصة بعدما توقفت بعض الهيئات والدول المانحة عن استمرار تقديم المنح لمراجعة مصادر إنفاقها حيث وصلتهم معلومات بأن أديس أبابا تنفقها في غير المخصص لها. أوضحت مصادر رفيعة المستوي أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تستعين ب 3 دول أوروبية هي "النرويج وفرنسا وهولندا" لتحديث منظومة السدود علي النيل الأزرق للضغط علي مصر لمراجعة مواقفها من التوجه نحو روسيا خاصة بعد زيارة المشير عبدالفتاح السيسي ونبيل فهمي وزير الخارجية إلي موسكو الأسبوع الماضي واستعادة الدور المصري في المنطقتين العربية والأفريقية مثلما كان خلال حقبة الستينيات. أوضحت المصادر أن مصر مستمرة في تحركها الدبلوماسي مع المجتمع الدولي حيث يتم حالياً الترتيب لعقد اجتماع بالخارجية المصرية مع سفراء الاتحاد الأوروبي بالقاهرة لعرض وجهة النظر المصرية بشأن سد النهضة الأثيوبي وتوضيح الموقف الأثيوبي الرافض للاستماع للنصيحة خاصة أن التوجه الحالي لإنشاء السد بالمواصفات المعلنة يضر بالشعب الأثيوبي الذي يعاني من أزمات اقتصادية متلاحقة. مشيراً إلي إعلان أديس أبابا بتأجيل توليد الكهرباء من السد إلي سبتمبر 2015 بدلاً من العام الحالي يعكس في المقام الأول حجم أزمة التمويل لأعمال إنشاء السد. وحول تصريحات الرئيس السوداني البشير فيما يتعلق بوساطة سودانية لتقريب وجهات النظر بين القاهرةوأديس أبابا في الخلافات حول سد النهضة أوضح المصدر أنها لم تأت بجديد وإنما للاستهلاك المحلي سواء بالخرطوم أو أديس أبابا لمواجهة الغضب الشعبي المتزايد نتيجة ارتفاع الأسعار وأضاف المصدر أنه لا توجد اتصالات حالياً مع حكومة الخرطوم فيما يتعلق بالوساطة مع أديس أبابا لأن السودان يدرك صحة الموقف المصري مؤكداً أن التحرك الدولي هدفه كشف الخداع الذي تقدمه الحكومة الأثيوبية للمجتمع الدولي وللشعب الأثيوبي.