نجوم السينما يتألقون في الأفلام المأخوذة عن نصوص مسرحية. تأكدت هذه الحقيقة مرة اخري في فيلم "اغسطس في مقاطعة اوساج". بطولة اثنتين من نجمات هوليود الكبار ميريل ستريب وجوليا روبرتس اللتين ترشحتا لجائزة الاوسكار هذا العام افضل ممثلة لميريل ستريب وافضل ممثلة مساعدة عن نفس الفيلم لجوليا روبرتس والاخراج لجون ويلز. الفيلم مأخوذ عن مسرحية بعنوان "ليتس" بدأ عرضها عام 2007 علي مسرح ستيبنوولف في شيكاغو واستمر 7 سنوات متواصلة بنجاح هائل. الفيلم تراجيدي مع قدر كبير من الكوميديا السوداء. ويحكي عن اسرة ويستون المكونة من الام فايوليت "ميريل ستريب" والاب "سام شبرد" وثلاث بنات اكبرهن بربارة "جوليا روبرتس". ومع تقدم السنين تشق كل فتاة طريقها في الحياة ويتركن الاب والام بمفردهما. وتصاب الام بخلل عقلي ويقرر الاب الانتحار ويستقدم خادمة هندية للاعتناء بزوجته قبل انتحاره في عرض النهر. وبالطبع تأتي البنات الثلاث بعد وفاة الاب وتحدث المواجهة بين الام وبناتها وهي بمثابة محاكمة من الجيل القديم للجيل الجديد. تأتي شقيقة الام ماتي "مارجو مارتندال" وزوجها وابنها "بينديكت كمبرباتش" لتقديم واجب العزاء. ونكتشف انها انجبت هذا الابن من زوج اختها المنتحر. ونعرف ايضاً ان الشاب علي علاقة بالابنة الصغيرة "اينا" والتي تقرر الزواج منه وهو اخيها. وفي نفس الوقت يتحرش صديق الاخت الوسطي بابنة الاخت الكبري. ونكتشف تفسخ العلاقات داخل هذه الاسرة. الام تحكي عن المعاناة والفقر الذي عاشت فيه اسرتها واسرة الاب. ولكن الجيل الجديد وجد كل شيء بين بديه البيت والاهتمام والتعليم الجامعي. لكن ماذا فعلوا بكل ذلك؟ جزء من دراما الفيلم الاشارة إلي الارادة القوية لنساء تلك العائلة. لكنهن يعشن في علاقات مرتبكة مع الرجال. الام لم تحتمل خيانة زوجها وذهب عقلها والابنة الكبري منفصلة عن زوجها والوسطي تريد بأي ثمن الابقاء علي علاقتها مع صديقها "ايوان ماكريجور" الذي تحرش بابنة اختها ورغم ذلك تسافر معه وتستعد للصفح عنه. والابنة الصغيرة تقرر الزواج من ابن خالتها رغم علمها انه اخوها من علاقة غير شرعية بين والدها وخالتها. دراما الفيلم اعطت مساحة رائعة للممثلين لكي يقدموا افضل ما عندهم. حصلت ميريل ستريب علي الترشيح رقم "18" للاوسكار عن دور الام في هذا الفيلم. حرص المخرج جون ويلز ان يبني الفيلم علي قيمة المصارحة داخل العائلة الواحدة. باعتبارها الطريق الوحيد للتقدم والعيش بصدق وشرف بدلاً من الحفاظ علي المظاهر الكاذبة علي حساب الصدق والحقيقة. وسواء الجيل القديم في هذه الاسرة او الجيل الجديد فإن انهيار العلاقات امر حتمي نتيجة التعايش مع الاكاذيب. ولكن في لحظة الحساب سوف تظهر الحقيقة التي تم اخفاؤها لسنوات. اسم الفيلم مستمد من الزمان في اغسطس والمكان في مقاطعة اوساج. وهو يعني ان من الممكن تغيير الزمان والمكان ولكن تفسخ علاقات الاسرة الواحدة موجود والمطلوب المصارحة لان فساد العلاقات لايأتي الا بمزيد من الفساد. وقد قدمت ميريل ستريب واحداً من اقوي ادوارها علي الشاشة. وكذلك فعلت جوليا روبرتس إلي جانب تميز الادوار الصغيرة مثل ايوان ماكريجور في دور بيل ومارجو مارتندال في دور الخالة ماتي وسام شبرد في دور الاب المنتحر وجولييت لويس في دور الشقيقة الوسطي كارين. لقد ساهمت الارادة القوية لنساء تلك العائلة في ان تحافظ علي بقائها. وها هي الام تواجه بناتها بالحقيقة من اجل المستقبل. ويبدو ان كتاب المسرح والسينما في امريكا يعطون قدرا من الاهتمام بمستقبل الاسرة في ذلك المجتمع الضخم العملاق من اجل الحياة بدون اكاذيب. ولكن الابنة الصغيرة "ايف" وتعني حواء مصممة علي تحدي التقاليد وترتكب المعصية بأن تأكل من الشجرة المحرمة وتتزوج هذه المرة من اخيها!