بعد سنوات طويلة من التهريب وبيع الأسمدة المدعومة نهارا جهارا في السوق السوداء بعد أن أستهوت التجارة المحرمة الكثيرين بمكاسبها الخيالية بدأت محافظة الوادي الجديد في تطبيق تجربة توزيع الأسمدة الأزوتية المدعومة علي المزارعين عن طريق الكوبونات حيث صدر قرار المحافظة رقم "5"لسنة 2013 والذي تضمن في مادته الأولي حظر خروج أنواع الأسمدة الأزوتية المدعومة خارج نطاق المحافظة فضلا عن عدم تبادلها فيما بين المراكز الإدارية المختلفة. وتكليف مديرية الأمن بتشديد الرقابة علي منافذ المحافظة وحدودها الإدارية مع المحافظات المجاورة لمنع تهريب الأسمدة عبر المدقات والدروب وإحالة المخالفين إلي النيابة العامة ومصادرة السيارة المضبوطة لمدة شهر ومنع تسليمها إلي صاحبها إلا بعد الإرشاد عن البائعين والمشترين للأسمدة كما تضمن القرار تكليف مديرية الزراعة بحصر جميع المساحات المنزوعة بنطاق كل جمعية زراعية سواء داخل الزمام أو خارجه ونوعية المحاصيل المنزرعة وأصحابها وعليها يتم تحديد حصة كل مزارع من المقررات السمادية لكل محصول ويتم تسليم جميع الكميات إلي الجمعيات الزراعية لتوزيعها علي المزارعين بنظام الكوبونات بحيث يحصل كل مزارع علي كوبون محدد به المساحة المنزرعة ونوع المحصول وكمية الأسمدة المستحقة علي أن يتولي مدير الجمعية الزراعية والمشرف الزراعي ورئيس الوحدة المحلية القروية صرف المقررات السمادية للمزارعين وفقا لحاجتهم الفعلية. الكوبونات أكد الدكتور محسن عبدالوهاب وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة أن تجربة توزيع الأسمدة المدعومة بنظام الكوبونات حققت نتائج رائعة ونجحت في منع التهريب نهائيا خاصة أنها ألزمت الجمعيات الزراعية بصرف المقررات السمادية للمزارعين وفقا لمساحة أراضيهم المنزرعة فعليا طبقا لحصر دقيق من المرشد الزراعي عكس المواسم السابقة كان المزارع يحصل علي كميات كبيرة من الأسمدة دون أي ضوابط ويستخدم جزءا بسيطا منها ويقوم ببيع الجزء الأكبر للمهربين والتجار. أضاف أن المحافظة بالكامل حاليا لا تعاني من أي اختناقات أو وجود عجز في الأسمدة بل علي العكس من ذلك يوجد رصيد يصل إلي 6 آلاف طن من اليوريا في الوقت الذي لا يزيد استهلاك المحافظة في الموسم الشتوي علي 7 آلاف طن مشيرا إلي أنه سيتم توزيع 50% من الحصة المقررة للمزارعين وذلك لوجود مشكلة في النقل والتخزين وسيتم توزيع بقية الكمية فور وردوها إلي المحافظة مباشرة. حصر الحيازات أضاف المهندس حسين ضحاوي مدير الوحدة الزراعية بقري الهنداو أنه لاتوجد أي مشكلة في توزيع الأسمدة هذا العام والحصة كافية للموسم الشتوي خاصة أن تجربة التوزيع عن طريق الكوبونات ساهمت بشكل كبير في القضاء علي ظاهرة التهريب والسوق السوداء التي انتشرت خلال السنوات الماضية مشيرا إلي أن الوحدة الزراعية قامت بإجراء حصر دقيق لجميع المساحات المستهدف زراعتها خلال الموسم الشتوي الحالي بحيث يحصل كل مزارع علي كوبون من الوحدة الزراعية متضمنا مساحته الفعلية ثم يتوجه إلي الجمعية الزراعية لاستلام حصته المقررة قانونا وبدأت عملية التوزيع منذ الأحد الماضي أضاف عبدالعاطي إمام مزارع :لقد حصلنا علي مشروع زراعي أنا وأخوتي الخمسة أسوة بجميع أبناء المحافظة وقمنا باستصلاح الأرض وزراعتها بالكامل بعد مشقة وعناء خاصة أنها تقع بمنطقة جبلية وعرة وهي مصدر دخلنا الوحيد وفوجئنا بان وزارة الزراعة تصنفنا علي اننا مستثمرون والسبب إننا حصلنا علي الأرض من مكتب خدمة المستثمرين بالمحافظة وتفرض علينا قيود معقدة وفي مقدمتها عدم صرف المقررات السمادية المدعومة وتطالبنا بشرائها من الأسواق الحرة وللأسف لاتوجد تلك الأسواق بالواحات نهائيا لأنه مجتمع زراعي فقير ولا يوجد مستثمرون كما يدعي البعض باستثناء مشروع شرق العوينات فقط. طالب بضرورة إنقاذ مئات الأسر وآلاف الأفدنة الزراعية من البوار قبل البكاء علي اللبن المسكوب وتوفير الأسمدة المدعومة للفقراء من أبناء الواحات. نقيب الفلاحين أشار محمد عطية نقيب الفلاحين بالوادي الجديد إلي أن تجربة توزيع الأسمدة بالكوبونات جيدة وعملية وحدت من التهريب والمتاجرة في الأسمدة المدعومة لكن هناك مشكلة أخري تتمثل في منظومة التوزيع . حيث تعتمد وزارة الزراعة في التوزيع علي الجمعيات الزراعية وعلي الرغم أنها أفضل كثيرا من بنوك القري إلا أن قري بالكامل خاصة في المناطق النائية والتجمعات العمرانية الجديدة محرومة من تلك الجمعيات مما يجد الفلاح صعوبة بالغة في الحصول علي مستحقاته من الأسمدة ويضطر إلي الحصول عليها بأي وسيلة وبأي سعر مما يسهم في خلق سوق سوداء ووزارة الزراعة تهمل هؤلاء المزارعين علاوة علي صغار المستثمرين فقد حرمتهم الوزارة من الأسمدة مما يدفعهم إلي الاستيلاء علي حصة صغار المزارعين بأي وسيلة. طالب بضرورة تطوير أقسام الإرشاد الزراعي بمديريات الزراعة عن طريق الدورات العلمية الحديثة لجميع العاملين بهذا القطاع الهام وإرشادهم للمزارعين بوسائل التسميد الحديثة والمخصبات الطبيعية حيث إن مصر متخلفة عن دول العالم الحديث بأكثر من 30 عاما اعتمدت خلالها علي الوسائل التقليدية. لا مشكلة قال المهندس عادل شلبي مدير الإدارة الزراعية بالداخلة و شرق العوينات إن المستثمرين بالمناطق العمرانية الجديدة خاصة بمشروع شرق العوينات وصغار المستثمرين بالداخلة والفرافرة يعانون الأمرين في الحصول علي الأسمدة الحرة سواء بالجمعيات الزراعية أو بنوك القري الأمر الذي يتطلب تدخلا عاجلا من الحكومة لتوفير تلك الأسمدة حتي نحافظ علي المساحات المنزرعة ونشجع المستثمرين علي استثمار أموالهم بتلك المناطق خاصة أن وزارة الزراعة ملزمة فقط بتوفير الأسمدة لصغار المزارعين والمنتفعين وغير ملزمة للمستثمرين للذين يحصلون علي مستحقاتهم من الأسواق الحرة وللأسف غير موجودة بالواحات. أبو طرطور من جانبه أكد اللواء محمود خليفة محافظ الوادي الجديد أنه تقرر لأول مرة إنشاء مصنع للأسمدة الفوسفاتية والزراعية بمنطقة أبو طرطور بالوادي الجديد بتكلفة استثمارية تصل إلي مليار و600 ألف دولار ويوفر أكثر من 13 ألف فرصة عمل منهما 3 آلاف فرصة عمل مباشرة و10 آلاف غير مباشرة وذلك بهدف استثمار خام الفوسفات المتوافر بهضبة أبو طرطور وزيادة القيمة المضافة من الفوسفات الذي يتم تصديره حاليا إلي خارج مصر في صورته الخام دون تصنيعه مما يقلل من العائد الأقتصادي منه مشيرا إلي أن المصنع الجديد سوف يحقق الاكتفاء الذاتي من الأسمدة الفوسفاتية لجميع الأراضي الزراعية بمصر ويحقق فائضا منها للتصدير إلي الخارج وسوف تقام بعض الصناعات التكميلية بجواره وفي مقدمتها مصنع لإنتاج حمض الفوسفوريك مشيرا إلي إن المحافظة تجري حاليا تنسيقا مع القوات المسلحة لإنشاء مصانع مماثلة للأسمدة الفوسفاتية خاصة أن خام الفوسفات متوافر بواحة الداخلة والخارجة وسوف تساهم تلك المصانع في توفير الأسمدة بكميات كبيرة جدا تغطي السوق المحلي ويتم تصدير الفائض إلي الخارج. أضاف أن المحافظة لا تعاني من مشكلة في توزيع الأسمدة حاليا وسيتم توفير الأسمدة لصغار المستثمرين فور الانتهاء من توزيع المقررات السمادية لصغار المزارعين.