العمليات الإرهابية باستخدام السيارات المفخخة ليست وليدة الفترة الحالية والتي شهد صراعات سياسية ورغبة من الدول الغربية في تقسيم الشرق الاوسط إلي دويلات صغيرة مفككة ولكن تاريخ تلك العمليات الارهابية يعود إلي بدايات القرن العشرين ففي عام 1920 كان أول حادث تفجير بعربة يجرها حصان بشارع "وول استريت"المشهور بالبنوك والشركات المصرفية والذي لا يزال رمزاً عالمياً لحركة المال والاسهم بأمريكا بغرض سرقة أموال شركة "موركان المالية" وأخذت القضية أبعاد سياسية المتهم الذي يدعي "ماريو" كانا ضمن حركة تمرد تدعو إلي الثورة المسلحة ضد أصحاب رؤس الأموال في ذلك الوقت واعتبرت عربة ماريو هي البداية التاريخية. ثم ظهرت منظمة صهيونية بقيادة "أفراهام ستيرن" قامت بالهجوم علي مركز شرطة بريطاني بشاحنه محملة بمواد متفجرة أدت إلي مقتل 4 وجرح 140 شخصاً ومنذ ذلك الحين بدأت العمليات تنتشر دولياً فوقعت حوادث تفجير في فيتنام 1952 و الجزائر 1962 وإيطاليا 1963 واستخدم الجيش السري الأيرلندي طرق جديدة لتصنيع العبوات المفتجرة مما ضاعف تأثيرها عدة أضعاف باستخدام مواد متوفرة ورخيصة لاتجلب الشبهات كالاسمدة التي تحتوي علي نسبة عالية من اليوريا أو النتروجين ثم تحولت السيارات المفخخة إلي سلاح خطير قادر علي بث الرعب. بعد ذلك استخدمت المنظمات اليهودية "الاتسل" و"ليحي" تلك الاساليب لأول مرة في عام 1938 في الاراضي الفلسطينية لتمكين الدولة الصهيونية ووضعها علي الخريطة الدولية ثم تبعتهم منظمتا "الارجون" وشتيرن" بتفجير السيارات المخففة في عام 1948. لكن الجماعات اليهودية وأن كانت صاحبة السبق في ذلك الاسلوب العنيف إلا انها لم تكن الوحيدة فقط التي تمارس العنف عن طريق السيارات المفخخة بل تبعتها في ذلك العديد من التيارات والمنظمات الدولية مثل جماعة الإخوان المسلمين حينما فجروا بعض الحارات اليهودية في القاهرة عام 1948. نصيب الدول العربية وامتدت ايادي الإرهاب إلي الدول العربية باستخدام نفس الاسلوب في الحرب الاهلية اللبنانية والاردن والمملكة العربية السعودية والجزائر ومصر غيرها من بلدان العالم لكن جميع تلك البلدان مجتمعة لم يصل ما فجر فهيا من سيارات مخففة إلي الرقم الذي وصلت إليه العراق منذ عام 2003 إلي عام 2006 ب 578 تفجير سيارة ملغمة ليقع ضحيتها 9 آلاف شخص أكثرهم من المدنيين. ضحايا مصر ولم تبتعد مصر عن يد الإرهاب الغاشم ففي ديسمبر 1989 كانت محاولة فاشلة لاغتيال زكي بدر وزير الداخلية الاسبق عند كوبري الفردوس باستخدام سيارة مفخخة أثناء مرور موكبة ومع بداية التسعينات اصبحت الهجمات أكثر تكثيفاً مل حادث اغتيال رئيس مجلس الشعب الاسبق رفعت المحجوب عام 1990 اثناء مرور موكبة أمام فندق سميراميس في القاهرة واغتيال الكاتب الصحفي والمفكر فرج فودة في عام 1992 علي يد أفراد من الجماعة الإسلامية واخيراً المحاولة الفاشلة لاغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم بتفجير سيارة اثناء مرور موكبة بمدينة نصر حتي امتدت يد الإرهاب الغادر إلي تفجير اتوبيس الجنود اثناء نزولهم للاجازة بسيارة مفخخة الذي ادي إلي مقتل 11 جندي واصابة 35 آخرين من خير اجناد الارض بعملية إرهابية غادرة.