سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"دليل الإرهابيين في اغتيال المسؤولين".. السيارات المفخخة والقنابل والحزام الناسف والطعن 8 خطط تكتيكية تم استخدامها في عمليات اغتيالات مختلفة أبطالها "التكفير والهجرة" و"الجهاد" و"الجماعة الإسلامية"
تمكن الفكر المتطرف من عقولهم، وأصبح حمل السلاح وسيلتهم والعنف والإرهاب غايتهم، لم يفكروا في طرق سلمية لنشر رسالتهم، ولكنهم تفننوا في التدبير والتخطيط لأعمالهم الإرهابية، ويبدو أن مصر ستعود لسنوات عجاف مضت عليها لم تحصد فيها إلا أشلاء ودماء وخوفًا وترهيبًا، ولعل نجاة اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، من محاولة اغتيال صباح اليوم، لم يعلم أحد حتى الآن طريقة تنفيذها؛ فالروايات مختلفة بين وجود سيارة مفخخة في موكبه، وإلقاء قنبلة يدوية على سيارته، أو ما استقر إليه أخيرًا بوجود قنبلة شديدة الانفجار "تي إن تي"، زُرعت في طريق الموكب بحي مدينة نصر. لعل هذه المحاولة الفاشلة تفتح الباب لسرد قصص حدثت بالفعل لمحاولات اغتيال تم تنفيذها بتكتيكات مختلفة، أكثرها نُفذت في حقبة التسعينات، وهناك ما نُفذ قبلها.... - اختطاف وتنفيذ حكم الإعدام: في عام 1977، كانت جماعة التكفير والهجرة، صاحبة استخدام تكتيك الاختطاف ثم تنفيذ حكم الإعدام بالرصاص من خلال استخدام سلاح خفيف كالمسدس، وهذا ما حدث مع الشيخ الذهبي، وزير الأوقاف الأسبق، عندما أصدرت تلك الجماعة المتطرفة بقيادة زعيمها شكري مصطفى قرارًا بإعدامه بعد أن اختطفوه لأنه من وجهة نظرهم "خارج عن الدين ويجب قتله"، وفعلًا وبعد القبض على قاتليه، عُثر على الشيخ الذهبي جثة ملقاة على السرير في إحدى الشقق الخاصة بالجماعة المتطرفة، وذلك بعد إطلاق النار عليه في عينه اليسرى. - القناصة والقنابل اليدوية.. تكتيكات استخدمت في اغتيال السادات: أما جريمة الاغتيال الأشهر والأبشع في تاريخ مصر، كانت اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، والتي استُخدم فيها أكثر من تكتيك من أعضاء الجماعة الإسلامية وعلى رأسهم خالد الإسلامبولي، سواء باستخدام القناصة للتصويب على عنق "السادات" والقنابل اليدوية لتفجير المنصة والمدافع الرشاشة التي صوبت نيرانها في صدر الرئيس الراحل والمحيطين به، والطعن بسلاح "السونكي" وهو غارق في دمائه وطريح على الأرض في المصنة، وذلك الحادث كان من أكثر الحوادث تنظيمًا وتخطيطًا، وفي مكان وتوقيت غير متوقع، عندما كان الرئيس الراحل يجلس في المنصة لمشاهدة العرض العسكري، في ذكرى الاحتفالات بالنصر في 6 أكتوبر 1981، ولم يكن السادات هو الضحية الوحيدة للحادث فقد سقط سبعة آخرين هم: اللواء أركان حرب حسن علام، وخلفان ناصر محمد "عُماني الجنسية"، والمهندس سمير حلمي إبراهيم، والأنبا صموئيل، ومحمد يوسف رشوان "المصور الخاص بالرئيس"، وسعيد عبدالرؤوف بكر، وشانج لوي "صيني الجنسية". - استهداف المنازل: وفي عام 1987، واصل المتطرفون عملياتهم الإرهابية بشكل آخر، عندما غيّروا من التكتيك، واستهدفوا منزل اللواء النبوي إسماعيل، وزير الداخلية الأسبق، في محاولة اغتيال في 13 أغسطس 1987، وأطلقوا النار على شرفة منزله وفروا هاربين. - السيارات المفخخة: في ديسمبر 1989، كانت محاولة اغتيال فاشلة لوزير الداخلية الأسبق زكي بدر، عند كوبري الفردوس من خلال تكتيك آخر وهو استخدام سيارة مفخخة أثناء مرور الموكب، لكن العملية فشلت، واشتعلت السيارة دون أنّ تنفجر. - الدراجات البخارية: ومع بداية التسعينات، كانت الهجمات أكثر تكثيفًا وباستراتيجيات وطرق جديدة، واختلفت عمليات المتطرفين، حيث غيّروا من خططهم فيما يشبه حرب الشوارع، وهو ما حدث في اغتيال رئيس مجلس الشعب الأسبق رفعت المحجوب عام 1990، وذلك أثناء مرور موكبه أمام فندق سميراميس في القاهرة، حيث أطلق المجرمون على الموكب وابلًا من الرصاص نتج عنه مصرعه فورًا، ثم هرب الجناة على دراجات بخارية في الاتجاه المعاكس، وهو ما حدث بنفس التكتيك مع الكاتب الصحفي والمفكر فرج فودة، في عام 1992، حين كان يهم بالخروج من مكتبه بشارع أسماء فهمي بمدينة نصر، على يد أفراد من الجماعة الإسلامية حيث قام شخصان كانا يستقلان دراجة بخارية، بينهما من أطلق الرصاص من بندقية آلية تجاهه وقتله. - الحزام ناسف: وفي عام 1993، تغيّر التكتيك إلى شكل آخر يهدف لإحداث أكبر خسائر، عندما تعرض اللواء حسن الألفي، وزير الداخلية في ذلك الوقت، لمحاولة اغتيال، عبر تفجير أحد أعضاء تنظيم الجهاد نفسه باستخدام حزام ناسف في موكب الوزير أمام الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، وقد قُتل عضو التنظيم، فيما أُصيب اللواء حسن الألفي وعدد من حراسه بجراح بالغة. - الطعن بالسكين: في عام 1994، تغيّرت أهداف المتطرفين؛ فبدلًا من استهداف رجال الدولة والسياسيين اتجهوا إلى اغتيال المفكرين والأدباء، حيث كان الأديب نجيب محفوظ ضحية لمحاولة اغتيال فاشلة تمت بطريقة وشكل مختلف، فأثناء خروجه من بيته هجم عليه متطرف ديني كان يتربص له، وضربه بسكين في رقبته، ونُقل نجيب محفوظ بسرعة إلى مستشفى الشرطة في العجوزة والسكين في رقبته. ومن حصاد تلك الحوادث الإرهابية، يبدو أن الجانب التكتيكي يتغيّر بمرور الوقت والزمن، ويختلف من جماعة لأخرى، فكل حادثة اختلفت عن الأخرى في طريقة وأسلوب التنفيذ، فعملية يستخدم السيارات المفخخة، وأخرى الحزام الناسف، وثالثة الدراجات البخارية، وهو الأمر الذي وصفه الناشط الحقوقي محمد زارع، رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائي، بأنها عمليات نوعية كانت مكثفة خلال 10 سنوات متواصلة في حقبة التسعينات، وبدأت أن تظهر على السطح مؤخرًا، بمحاولة اغتيال وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، مؤكدًا أن أجهزة الأمن يجب أن تدرس الموقف جيدًا، وتراجع ملفات المراجعات للجماعات الإسلامية والجهادية، والتي يظهر فيها الطرق التي تعتمدها كل جماعة في تنفيذ عملياتها. ويشير زارع، إلى أن أساليب الجماعات المتطرفة، التي عادت إلى الظهور اليوم، والتي تستهدف أهدافًا حيوية في سيناء منذ ثورة 25 يناير، أصبح أكثر خطورة بانتقالها من المناطق الحدودية إلى قلب القاهرة، وهو ما يؤكد أن تلك الجماعات تعمل الآن لممارسة مزيد من العنف والفوضى والاستهداف لأجهزة الدولة ومسؤوليها، وأن هناك طرقًا بسيطة في تلك العمليات كاستخدام قنابل يدوية أو بدائية الصنع في عملياتها، وهذا قد يكون عملًا عشوائيًا، واستخدام قنابل شديدة الانفجار وهو الأخطر، أما الأكثر خطورة على الإطلاق، والذي رأيناه طوال فترات طويلة بالقراءة في ملفات معتقلي الجماعات الإسلامية والمراجعات، والتي تحوي نصوص العمليات التي ارتكبتها كل جماعة ونوعيتها وطبيعة الأسلحة المستخدمة، فهي السيارات المفخخة، والتي تتضح خطورتها، بوجود تشكيل كامل يقوم عليها، وأنها تعتمد على استخدام التكنولوجيا، بداية من المسؤول عن سرقة السيارة والمسؤول عن وضع المواد التفجيرية بداخلها والمسؤول عن توصيل الدوائر الكهربائية داخل القنبلة، وأيضًا المسؤول عن استخدام جهاز التحكم عن بعد والذي يحدد توقيت التفجير، وهناك أيضًا "النضورجي" وهو من يتتبع الموكب المستهدف ويخبر زملاءه بتحركاته، وهؤلاء يمثلون خطورة كبيرة لأنهم منظمون ومدربون على أعلى مستوى، مطالبًا الأجهزة الأمنية بدراسة ملفات تلك العناصر المتطرفة وأخذ كل مستويات الحذر والتأمين لمؤسسات الدولة والأشخاص.