العلاقات بين الحليفين الاستراتيجيين الولاياتالمتحدةوفرنسا توترت علي خلفية كشف الصحافة الفرنسية عن عمليات تجسس أمريكية علي المواطنين الفرنسيين. وهو ما دفع الخارجية الفرنسية إلي استدعاء السفير الأمريكي في باريس للاحتجاج رسمياً. علي ما نشرته صحيفة "لوموند" عن عمليات تجسس قامت بها وكالة الأمن القومي الأمريكية علي مواطنين فرنسيين. الأزمة تفجرت عندما كشفت صحيفة لوموند الفرنسية استناداً إلي وثائق للمستشار السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية ادوارد سنودن انه تم جمع 60.3 مليون بيان هاتفي لفرنسيين من جانب وكالة الأمن القومي الأمريكية خلال العام الماضي. الرئيس الأمريكي باراك أوباما سعي إلي تهدئة المخاوف المتزايدة لدي فرنسا إزاء هذه التقارير واعترف لنظيره الفرنسي فرنسوا أولاند خلال اتصال هاتفي بأن هذا الوضع يثير قلقه. في المقابل أعرب أولاند لأوباما عن استنكاره الشديد لتجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية علي ملايين المكالمات الهاتفية لمواطنين فرنسيين. معتبراً انها "ممارسات مرفوضة" بين الحلفاء. طالب أولاند من الولاياتالمتحدة تقديم كافة التفسيرات في هذا الصدد. فضلا عن كافة المعلومات التي قد يمتلكها مستشار الأمن القومي السابق إدوارد سنودن. واتفق الرئيسان الفرنسي والأمريكي علي العمل معاً للوقوف علي الحقائق بشكل دقيق بشأن ما نشرته صحيفة "لوموند". وشددا علي ضرورة وضع اطر محددة لعمليات جمع المعلومات المخابراتية لا سيما علي المستوي الثنائي لكي تخدم المعركة الوحيدة وهي مكافحة الإرهاب. اتفق أولاند وأوباما علي ان أجهزة المخابرات الفرنسية والأمريكية ستتعاون معا لهذا الهدف. وفي هذا الصدد تناولت الصحف الفرنسية عملية التنصت وما تلي ذلك من ردود أفعال بباريس. كتبت صحيفة "لوفيجارو" ان واشنطن لا تنوي التوقف عن التنصت علي حلفائها وأضافت انه علي الرغم من الاحتجاجات التي عبر عنها الأوروبيون بشأن انشطة وكالة الأمن القومي الأمريكية بالتجسس ضدها. إلا ان الولايات المتحددة لن تتخذ أي اجراءات لتقييد انشطة وكالة مخابراتها. ورأت "لوفيجارو" ان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سيحاول تهدئة عاصفة السخط التي ترتفع من باريس إلي بروكسل. لكن السؤال الحقيقي الذي يطرح نفسه يتعلق بما إذا كان البيت الأبيض ووزارة العدل الأمريكية يعتزمان فعلياً تغيير ممارسات التنصت "المعولمة" التي تقوم بها وكالة الأمن القومي. من جانبها ركزت مجلة "لو نوفيل أوبسرفاتور" علي رد فعل الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند. مبرزة ما عبر عنه لنظيره الأمريكي باراك أوباما من "استنكاره الشديد" من قضية التجسس. كما أوضحت صحيفة "لوموند" اليومية ان المعلومات التي كشفت عنها الصحيفة نفسها في هذا الصدد آثار غضب من جانب المسئولين الفرنسيين الذين اعربوا عن عدم فهمهم لما قامت به وكالة الاستخبارات الأمريكية.. مذكرة بأن الوثائق التي نشرتها خلال فصل الصيف الماضي صحيفة "الجارديان" وصحيفة "واشنطن بوست" عن طريق الموظف الأمريكي السابق إدوارد سنودن كشفت النقاب عن مدي المراقبة والتجسس التي تقوم بها وكالة الأمن القومي وحلفائها.