الشباب هو المفجر الحقيقي لثورة 25 يناير واستكملها في 30 يونيو وبين الأولي والثانية تحول المئات منهم من أعمدة للثورات لكبش فداء ووقود للأفكار المتطرفة والتصرفات الهمجية غير المحسوبة. الخبراء أكدوا أن البطالة وأزمات السكن والدخل المحدود وغياب القدوة وانتشار أدوات التكنولوجيا الحديثة السبب الرئيسي وراء انسياق الشباب وراء تلك الدعوات لإثارة الشغب والبلبلة. بينما اعتبر المواطنون إهمال الأزهر لرسالته الدعوية وترك المنابر للجهلاء هو الذي ساهم لحد كبير في تغييب عقول الشباب وجعلهم فريسة سهلة للفكر المنحرف المتطرف والعنيف. إسلام سعيد مهندس مظاهر التطرف والعنف انتشرت بشكل كبير في المجتمع خاصة بين الشباب مما يدل علي عدم وجود وعي أو خلفية دينية أو أخلاقية صحيحة لديهم فيصب الفكر الخاطئ في عقولهم لا يقبلوا إلا من يتفق مع هذا الفكر ويضيف يدل علي ذلك المظاهرات الاخيرة التي اتسمت بالعنف والاعتداء غير المبرر علي الاملاك العامة والخاصة والفرحة الهستيرية التي تنتابهم عند حرقهم أو تدميرهم منشأة أو سيارة مما يدل علي الحقد والكراهية التي تم زرعها في نفوسهم. معركة البطالة يشير حسين أحمد موظف إلي أن معظم الشباب الآن يشعرون بأنه مظلوم من الدولة التي لم توفر له فرصة عمل حقيقية يستطيع ان يحقق بها ذاته بينما يري أقرانه من ذوي الوساطة والمحسوبية يعملون بمجرد تخرجهم من الجامعة فيزداد شعوره بالظلم والحقد علي المجتمع والدولة فتلتقطه الجماعات المتطرفة التي تجعل منه قنبلة تنفجر في وجه المجتمع. يشاركه الرأي صابر مصطفي فني كهرباء إن البطالة وارتفاع الاسعار تجعل من الشاب عبئا علي اسرته التي اصبح فيها الاب يدور في ساقية ليل نهار لتوفير لقمة العيش فلا يجد الشاب غير الشارع الذي يعبر فيه عن غضبه من الدولة والحكومة والمجتمع. يضيف أحمد محمد موظف أن جميع الحكومات السابقة والحالية غير قادرة علي التواصل مع الشباب لحل مشاكلهم المتمثلة في عدم وجود فرص عمل حقيقية فيخرجوهن عن صوابهم فيهاجموا المحال والمصالح الحكومية اثناء المظاهرات بغرض النيل منها وتخريبها. تجنيد الالتراس يؤكد جهاد مجدي موظف وعضو في التراس أهلاوي أن جميع الروابط الرياضية ليس لها أي علاقة بما يحدث في العراك السياسي وان جميع أعضائها لا ينتمون لأي جهة سياسية ولكن هناك من يحاول استغلالهم وتشجيعهم علي الدخول في هذا الخلاف ولصق الاتهامات بهم رغم أن جميع الاعضاء والروابط يشجعون فرقهم الرياضية فقط وفي حالة خروجهم في مظاهرات مؤيدة أو معارضة للنظام الحالي فإنهم يمثلون انفسهم فقط ويري أن هناك بعض الشباب المغيب والمغرر به يتم دفعه ليكون وقودا لخراب الوطن. مسئولية الأزهر بينما يؤكد عادل القاضي ترزي ان اختفاء القدوة الحسنة سهل وأهمية اصحاب الفكر المتطرف لاستغلالها في بث فكرهم التكفيري في عقلهم في ظل الغياب التام لدور الاسرة والمدرسة والجامعة ودور العبادة في توعيتهم فاصبحوا يتلقون دينهم من جاهل لا يدري شيئا من أمور الدين إلا القشور علاوة علي النظام التعليمي في المدارس الذي يعتمد علي التلقين وليس التفكير والمناقشة ساهم بشكل ملحوظ في زيادة الفكر المتطرف والتكفيري الذي سوف يلتهم المجتمع إذا لم يدرك القائمين علي إدارة حكم البلاد خطورة هذا الفكر ويجب أن يكون للأزهر دور فعال في تصحيح المفاهيم الخاطئة لهؤلاء من خلال الحوار والمناقشة. يقول ياسر إبراهيم موظف إن دور الاسرة الغائب في متابعة الابناء ساهم في تطرف بعض الشباب سواء دينيا أو اخلاقيا فنجد في الشارع من يكفر المسلم ونجد ايضا من يفعل ما يخالف شرع الله والتقاليد العامة في المجتمع فالاثنين سواء فكل منهم منحرف. غطاء قانوني علاء الدين حبيب وكيل وزارة الشباب يري أن هناك استقطابا للشباب من قبل بعض الجماعات المتطرفة وتهيئة المناخ وتمويلهم وتدريبهم علي أفكار تلك الجماعات وسياستها والدليل علي ذلك استقطاب واستغلال المهندس خيرت الشاطر احد أهم قيادات الالتراس في السيطرة علي باقي المجموعة وها نحن نري الآن الفريق باكمله يتحرك باشارة واحدة من هذا القائد ولا احد ينكر أن تلك الجماعات كانت تخطط منذ فترة طويلة لكي يكون هؤلاء الشباب هم الغطاء القانوني لأعمالهم التخريبية وذلك بعد ان فتحت ابواب التظاهرات علي مصراعيها دون قيود واصبح من حق الالتراس التظاهر وقطع الطرق وتعطيل حركة المواصلات تحت أي مسميات كحق الشهيد وذكري مجزرة بورسعيد وغيرها من الشعارات الشكلية وللأسف 90% من هؤلاء الشباب من الطبقة الراقية ومن نوادي لها اسمها وقيمتها والتي يجب عليها أن تسيطر علي طاقتهم وتحاول الاستفادة منها خاصة بعد ان عجزنا في مراكز الشباب ان نستقطبهم بإمكانياتنا الهزيلة. انفعالات مكبوته د.خالد مسعود رئيس الإدارة العامة لعلم النفس الرياضي بوزارة الشباب يقول إن اسوأ ما يتعرض له الشباب الآن هو الانفعالات المكبوته والتي وللأسف جميعها هدامة ليست بناءه ومن خلال ابحاث عديدة توصلنا إلي أنه لا يمكن السيطرة علي هذه الانفعالات إلا من خلال اتجاهين الأول الاكاديمي واقترحنا علي الوزير عمل اتحاد نوعي لهذه الروابط بحيث يصبحوا تحت مظلة واحدة قانونية وهذا هو العلاج المجتمعي. يتم عمل ندوات للتوعية والتثقيف ودعمهم ماديا ومعنويا وإقامة مسابقات ومباريات يستطيعون من خلالها تفريغ طاقتهم والثاني هو الاسراع في إصدار وتشريع قانون لمعاقبة مثيري الشغب الرياضي والتعامل مع الجميع مهما كان اتجاهه وانتماؤه. يؤكد مسعود أن كبار لاعبي الكورة ومدربيها يجب ان يساهموا ويتعاونوا مع الدولة في السيطرة علي انفعالات هؤلاء الشباب لانهم هم سبب ما تعانيه الدولة الآن بعد ان اتجه كل لاعب ومدرب لتكوين رابطة من صغار المشجعين ذات العقول الشابه الخصبة التي يسهل السيطرة عليها بهدف تشجيعه بصفة شخصية وتشجيع فريقه بصفة عامة واصروا علي تدعيمها وتمويلها بشكل فردي ورفضوا إخضاعها تحت أي مظلة. اختفاء القدوة مجدي عبدالغني عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم سابقا يري أن اختفاء القدوة أمام الشباب السبب الرئيسي وراء انحراف سلوكهم خاصة بعد أن شعروا انهم فوق القانون وان من حقهم فعل أي شيء دون ادني حساب أو معاقبة. يستبعد عبدالغني أن تكون هناك اياد خفية تقوم بالتأثير علي هؤلاء الشباب فهذه الروابط لها توجهاتها ومصالحها الخاصة التي يسعون اليها وقد قاموا بإدخال الرياضة في السياسة لخدمة المصالح الشخصية ويقودون تلك المظاهرات لحسابهم الخاص بدليل انتسابهم لجبهتين وللأسف يقنع أي شاب إلا بأفكاره ومعتقداته التي تخدم مصالحه.أما الكابتن طه بصري نجم الزمالك السابق فيؤكد أن غلق باب الرياضة وخاصة كرة القدم منذ اكثر من عامين ونصف العام هو السبب الحقيقي وراء هذه التوجهات الخاطئة وجعلهم عرضة وتربة خصبة للوقوع في أيدي ضعاف النفوس والتأثير عليهم واقناعهم بالافكار والدعوات لذلك يجب استئناف الانشطة الرياضية من جديد ولو ب 10% من الجمهور. يؤكد الفنان توفيق عبدالحميد مدير المسرح القومي أن لدي هؤلاء الشباب طاقة مكنونة لا يمكن اغفالها خاصة انهم جيل كسروا حاجز الخوف الذي كنا نعاني منه لذلك يجب أن نستغل هذه الطاقة وتحويلها إلي ايجابية من اجل أبناء مستقبل زاهر لاجيال قادمة. تقول الفنانة تيسير فهمي المشكلة ليست بطالة فقط أو تعليما أو تنويرا لكن المشكلة في ترك الأمن لجماعة المحظورة تعمل في ظل وجود قانون طوارئ فكيف يسمح لهؤلاء بهذه المسيرات رغم أن الثوار الحقيقيين لا يشاركون في المظاهرات الآن.