قبل ثلاثين عاماً قال الفنان عادل إمام مقولته الشهيرة "فيه ناس بتحط نفسها في مواقف بايخااااااه"!! هذه المقولة تنطبق علي منصف المرزوقي رئيس تونس الذي يذكرني بالشيوعيين المصريين في الستينيات والسبعينيات في ملبسه وطريقة كلامه.. وكلامه غير المفهوم مثلهم. وقد تأكد هذا الكلام عندما علمت أنه كان ينتمي للحركة اليسارية في تونس وهم ما كنا نقول عنهم في مصر "الشيوعيين" ولرغبة منه في ركوب الموجة. الأخ المرزوقي عمل بمقولة عادل إمام ووضع نفسه في موقف بااااايخ!! وقف يلقي كلمة تونس أمام أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وترك هموم ومشاكل بلده تونس التي نحبها ونحترمها ونعشق شعبه.. نسي بلده وبدأ يتكلم عن مصر وطالب باطلاق سراح الرئيس المعزول محمد مرسي والإفراج عن كل المعتقلين السياسيين والإسلاميين. وقد أعجبني بيان وزارة الخارجية وبيان رئاسة الجمهورية باستنكارهما لكلمة المرزوقي في الأممالمتحدة وطالباه بالتركيز في مشاكل بلاده التي لا يدري عنها شيئاً.. وإن ما قاله يجافي الحقيقة ويمثل تحدياً لإرادة الشعب المصري التي خرج منه 33 مليوناً في 30 يونيو مطالبين بإقامة ديمقراطية حقيقية تؤسس لدولة عصرية لا تقصي أحداً من أبنائها.. وإن ما حدث كانت إرادة شعبية وليست انقلاباً عسكرياً كما ادعي بعض الجهلاء حتي ان الرئيس الأمريكي أوباما اضطر أن يتراجع عن موقفه واتهم محمد مرسي بالفشل في حكم البلاد. نحن في غاية الدهشة من موقف الرئيس التونسي منصف المرزوقي الذي هرب من مشاكل وهموم بلاده وتدخل في الشأن المصري وهو ما نرفضه جملة وتفصيلاً وهو يعلم أو لا يعلم أن الرئيس مرسي متهم بعدة اتهامات ولا يجوز لأحد أيا كان التدخل في شئون القضاء المصري سواء من الداخل أو الخارج. نحن نطالب المرزوقي قبل أن يضع مناخيره في الشأن المصري بلا أي مبرر.. نطالبه أولاً بالتحقيق في الاغتيالات السياسية التي تشهدها بلاده كل فترة.. عليه أن يهتم في مشاكل بلاده بدلاً من الهروب منهم إلي مشاكل الآخرين. يجب الإشادة ببيان رئاسة الجمهورية المصرية في هذا الصدد حيث جاء منه أن مصر تبدي أسفها لعدم إدراك رئيس تونس حقيقة الأوضاع في مصر بعد ثورة 30 يونيو التي أراد بها الشعب المصري استعادة ثورة 25 يناير لمسارها الصحيح تحقيقاً لطموحاته وتطلعاته. وجاء أيضا بالبيان نحن نتمني لتونس الغالية التي كان لها شرف افتتاح ثورات الربيع العربي الاستفادة من التجربة المصرية التي أثبتت رفض الشعوب لأن يفرض عليها نموذج بعينه لا يعبر عن طبيعتها السمحة. نحن نتابع ما يجري علي الساحة التونسية ونتمني أن يركز القائمون علي أمورها علي البيت التونسي وعلي الثورة التي يحاول البعض اختطافها لحرمان الشعب التونسي الشقيق من تحقيق آماله وتطلعاته. كلمة المرزوقي المرفوضة قوبلت باستياء عارم بين كل أفراد الشعب المصري وأظهرت المعدن الأصيل لكثير من الشعوب العربية الحبيبة وعلي رأسها دولة الإمارات العظيمة التي تدرس سحب سفيرها في تونس رفضاً واحتجاجاً علي كلمة عادل إمام.. أسف منصف المرزوقي!!