حينما بدأ المطرب علي الحجار احتراف الغناء أوصاه والده بوصيتين أولاهما ألا يقلد أي مطرب سبقه مهما كان عظيما والثانية أن يترك أغنيات تعيش بعد وفاته ولا تموت برحيله وقد حرص الفنان علي تنفيذ هاتين الوصيتين وجعلهما نصب عينيه فلم يقلد أي مطرب من عمالقة الغناء بل كانت له شخصيته المستقلة من خلال صوته المميز الذي وهبه الله له والأداء الخاص للمعاني التي يغنيها تبعا لإحساسه بها في مختلف ألوان الغناء العاطفي والديني والوصفي والوطني أو السياسي وحتي أغنيات المسلسلات كما كان يحرص علي البحث عن الجديد من الأفكار ليقدمها في أغنياته ليتفرد بها وتكون لها القدرة علي الاستمرار وإعجاب الجمهور فلا تموت الأغنية ولا تندثر بل تظل باقية كعلامة في تاريخه الفني.. ومؤخرا علي اليوتيوب في شهر يوليه الماضي طرح علي الحجار أغنية ¢ إحنا شعب وانتو شعب ¢ تأليف الدكتور مدحت العدل ولحن الموسيقار أحمد الحجار بعد أن رفضت المحطات الفضائية إذاعتها ولكن بعد الهجوم الذي حدث عليها واستنكار الإخوان لها وتأليفهم نشيدا مضادا لها بنفس الاسم بدأت وسائل الإعلام تستوضح الأمر من الفنان علي الحجار فاستضافه الإعلامي وائل الإبراشي في برنامجه ¢ العاشرة مساء ¢ للرد علي النقد الذي وجه إليه وإلي الأغنية وقد كان من المهاجمين لها الموسيقار حلمي بكر الذي عبر في مداخلة تليفونية مع الحجار عن وجهة نظره في الأغنية وخاصة مقطع ¢ لينا رب وليكو رب ¢ كما أكد مؤلفها الدكتور مدحت العدل أنه لم تخنه العبارة كما اعتقد بكر ولكنه قصد بها فكر الإخوان وعقيدتهم وبيان ما كانت عليه الحالة التي عشناها كشعب من فرقة وانقسام في ظل حكم محمد مرسي لمصر والتي صنعها بين الشعب الواحد المسلم وأن الشعب المصري أكثر فهما ووعيا ودينه الإسلام الوسطي وأن الإخوان كما قال عنهم حسن البنا مؤسس الجماعة ليسوا إخوانا ولا مسلمين . وأننا بالفن يمكن أن نحارب التزمت الديني.. وردا علي أغنية الحجار قام منشد من الإخوان بتقديم نشيد مضاد للأغنية بنفس الاسم ولكن بكلمات هجومية تصف مخالفيهم من غير الإخوان بأنهم يدعون للشيطان والمجون والفجور والرقص وسط السكاري كما شبههم بالشياطين واعتبر الإخوان هم الشعب المسالم وأن غيرهم من حملة السلاح وقاتلون وأن الأزهر هو مصر بالنسبة لهم وأن ربنا قال إن لهم دينا ولغيرهم من الكفار دين . وقد أذيع النشيد أيضا علي اليوتيوب وبالطبع علي قناة الجزيرة ليجد صدي لدي الإخوان بينما ما يحدث في الحقيقة وعلي أرض الواقع من جرائم ارتكبها أعضاء الجماعة المحظورة قانونا ينكرونها لأن في طبيعتهم الكذب والمراوغة وإلصاق التهم بغيرهم بهتانا وزورا.. إن الفنان الصادق لا ينفصل عن الأحداث في وطنه ويعبر عنها بما يمليه عليه ضميره وما يجري علي أرض الواقع بأمانة ولاشك إن النجاح لكل عمل فني يظهر من خلال ما يثيره من جدل لأن الشجرة المثمرة هي التي تقذف دائما بالأحجار.