عاد الامن الي دلجا .. فعادت اليها الحياة من جديد .. هذا ما اكده الاهالي من مسلمين واقباط الذين عبروا ل "الجمهورية" عن سعادتهم بتنفيذ خطة امنية علي اعلي مستوي لم تراق فيها قطرة دم واحدة لاهالي القرية بما فيهم المطلوب ضبطهم وهذا ترك اثرا ايجابيا لدي ابناء القرية بل وابناء المحافظة كلها. محلات دلجا التجارية فتحت ابوابها وحركة المواصلات عادت بعد زيادة تحركات اهل القرية التي كانت تمثل اكبر منطقة تجارية في جنوبالمنيا. قالوا كنا نفتقد الامن والامان ولم يكن هناك "ضابط ولا رابط ".. وبدخول رجال الشرطة والقوات المسلحة الي القرية خرج البلطجية وفروا كالجرذان الي اوكارهم بعد ان كانوا يفرضون سطوتهم ونفوذهم علي اهالي القرية.. الا ان عدد من رجال الدين المسيحي وبعض المواطنين تحفظوا معنا كثيرا في الحديث حول احوال القرية بعد تحريرها من الارهاب مؤكدين انهم سعداء بالتواجد الأمني ومطالبين بمواصلة القبض علي البلطجية. من جانبها واصلت الأجهزة الامنية بإشراف اللواء اسامة متولي مدير الامن ونائبه اللواء محمد مصطفي واللواء هشام نصر مدير البحث الجنائي بالتعاون مع القوات المسلحة عمليات التمشيط ليلا والمداهمة لمنازل العناصر المطلوبة والبلطجية بالقرية والقري المجاورة والزراعات والمناطق الصحراوية المتاخمة للقرية بحثا عن المتهمين الهاربين والمتورطين في اعمال حرق وسرقه ونهب للكنائس ومنازل الاقباط بالقرية عقب فض اعتصامي رابعه العدوية والنهضة في 14 اغسطس الماضي. وتواجدت القوات بشكل مكثف داخل شوارع القرية ومناطقها المختلفة لاتساع القرية التي يعيش فيها اكثر من 120الف نسمة.. وبدأت اعمال الاصلاح والترميم لنقطة الشرطة التي تعرضت من قبل للحرق والتدمير وعاد اليها طاقمها الامني. كما بدأت النيابة تحقيقاتها مع المتهمين الذين تم ضبطهم خلال عملية الاقتحام للقرية التي تمت امس الاول واعمال التمشيط والذين بلغ عددهم 60 متهما. 131 مليون جنيه قال المحافظ اللواء صلاح زيارة ل"للجمهورية" ان محافظة المنيا تعرضت خلال احداث ما بعد 14 اغسطس لخسائر بلغت تقديراتها الاولية 131مليون جنيه جراء قيام انصار مرسي بحرق ونهب وسلب عدد من اقسام الشرطة والمحاكم ومجالس المدن والكنائس والمحلات التجارية التي تم حصرها بالكامل مؤكدا ان الفريق عبد الفتاح السيسي اوفد لجنة هندسية من القوات المسلحة بدأت اعمالها بمعاينة الكنائس التي تعرضت لإعمال تخريب تمهيدا للبدء في أعمال الإصلاح الخاصة بها. وقد رافق اللجنة أساتذة من مركز بحوث الإسكان والبناء والإدارة الهندسية بالمحافظة لتحديد وتقييم الإعمال المطلوبة والتقدير المبدئي لحجم الأعمال الهندسية. وأضاف ان التواجد الأمني في دلجا لا يتمثل فقط فيما حدث بالأمس بل تم تكليف لجنة من الري والزراعة والوحدة المحلية وشرطة المرافق لإعادة الانضباط لدلجا في كل شيئ من تعديات او تجاوزات وقعت خلال الايام الماضية من بعض المواطنين الذين استغلوا الغياب الأمني. واوضح اللواء محمد مصطفي نائب مدير الامن ان هناك عمليات تمشيط مستمرة ولن تتوقف الا بعد القبض علي جميع المتهمين معربا عن سعادته وجميع رجال الامن بنجاح خطتهم الامنية دون اصابات بين المواطنين او القوات وهذا جاء نتيجة معلومات كافة الاجهزة المعنية والتي علي اساسها تم وضع الخطة التي حققت نجاحا بشهادة الجميع. مضيفا انه تم اعادة كافة رجال الشرطة للطرق الصحراوية بامتداد محافظة المنيا بالإضافة الي الدوريات الراكبة "القول الامني". مؤكدا ان نجاح العملية اسقط وهم "دلجا". الشيخ علي توفيق - احد مشايخ القرية: قال الوضع تغير في القرية وانتشر شعور بالأمن والامان لدي المواطنين مؤكدا ان دلجا بلد العائلات والرموز الا ان البلطجية استغلوا الفرصة وحاولوا السيطرة وساعدهم الاعلام في ذلك بمبالغات كبيرة وتضخيم لما يحدث. واوضح ان شعور السعادة شمل الجميع من مسلمين واقباط فأهل القرية لا يفرقهم شيئ. الشيخ عادل عوني قال.. نريد الامن والامان الذي عاد بعودة الشرطة ودلجا بلد مستقرة ولكن الاعلام ضخم الامور اكثر من اللازم.. الحاج محمد عمر الفرا اكد ان رد فعل الناس هو العودة الي حياتهم الطبيعية لان بلدنا بلد تجارية وبها كثير من العائلات الكبري ولا يمكن ابدا ان يقال ان اقباط القرية مضطهدين كما قال احد في احدي الفضائيات مشيدا بخطباء مساجد القرية الذين يدعون للمحبة والسماحة. مكرم عبد المجيد شريف قال.. بلدنا دائما تعيش في امان وما حدث فيها شيئ عارض وحياتنا مشتركة ومتداخلة من مسلمين واقباط. اشاد الانبا اغابيوس الاسقف العام للأقباط الارثوذكس بمركز ديرمواس بالعملية الأمنية ووصفها بانها عمل مشرف ومنتظم وفي ميعاد مناسب مطالبا رجال الجيش بسرعه التدخل لإعادة اعمار الكنائس ومنازل الاقباط واعاده الامن لقلوب الاقباط بعد ان تم ترويعهم. قال هشام الفولي المنسق الإعلامي للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان بالمنيا انه بعد تمكن قوات الجيش والشرطة من اقتحام قرية دلجا وتمشيطها من بعض العناصر الإجرامية والبلطجية بعد قرابة 76يوما في اعقاب أحداث رابعة والنهضة أصبح هناك مطلب هام بعد إعادة الأمن للقرية إلا وهو " تأهيل أقباط القرية نفسيا بمشاركة مختصين ورجال من الدين المسيحي والاسلامي "بعد تعرضهم للإرهاب وتخريب ممتلكاتهم وتهجيرهم من منازلهم وأراضيهم في شكل غير أدمي ترفضه القوانين الدولية والمنظمات الحقوقية والأعراف والتقاليد . وطالب بدور فعال لوزارة الأوقاف بتفعيل سيطرتها علي قرابة 60 مسجدا بالقرية احتل منابرها السلفيين والجماعة الإسلامية والإخوان وخاصة بعد ثورة يناير2011م ولذا لابد من أعادة النظر في هؤلاء الدعاة بعد حوار مجتمعي مع حكماء القرية وكبار العائلات التي لم تشارك في العنف لإعادة غرس التسامح والمحبة كما لابد من الإسراع بوضع خطة تربوية مستقبلية قبل بدء العام الدراسي في 35 مدرسة بالقرية تستقبل قرابة 21 الف طالب لم تتم بها اي صيانة للأثاث والمباني نهائيا وأيضا لابد من زيارات للمسئولين علي رأسهم محافظ الإقليم ورجال التعليم للوقوف علي الأوضاع فيها.