وسط العاصمة الايطالية روما.. وبين حدائق بورجيرزي الشهيرة انطلقت رحلة "الجمهورية" لأوائل الثانوية العامة للاكاديمية المصرية الفنون بروما التي نبتت فكرتها منذ 83 عاما علي يد الفنان المصري راغب عياد حيث تحولت الفكرة إلي حقيقة بجهود ودعم الدكتور ثروت عكاشة وزير الارشاد القومي في عام ..1958 حيث انطلق الموسم الثقافي المصري الأول من خلال الأكاديمية في عام 1966 ويعد المبني تحفة معمارية للفن المصري الحديث حيث يضم العديد من المقتنيات التي تعبر عن الحضارة الفرعونية أو الفنون المصرية. ولاحظنا عند دخولنا جمال الرسومات الفرعونية التي تزين المبني. كان في استقبال الرحلة الدكتورة جيهان زكي رئيس الاكاديمية وعالمة الآثار التي تعد أول سيدة تشغل هذا المنصب الثقافي الرفيع منذ انشاء الاكاديمية التي تعاقب علي رئاستها عدد من عمالقة الفنون والثقافة في مصر. كلف د. محمد صابر عرب وزير الثقافة المهندس محمد أبوسعدة وكيل أول الوزارة رئيس قطاع مكتب الوزير بمتابعة زيارة اعضاء رحلة الجمهورية للاكاديمية وتقديم كافة التسهيلات لهم تحفيزا لهم لمواصلة النجاح والتفوق خلال الفترة المقبلة. اكدت الدكتورة جيهان زكي ان الثقافة والحضارة المصرية العريقة القوة الناعمة والحقيقية لمصر وانها افضل الوسائل لمخاطبة الدول الاوروبية والغربية في ظل الظروف السياسية التي تمر بها حاليا. قالت إن المصريين جميعا يجب ان يكونوا فخورين بالدور الثقافي والحضاري الذي تنشره بلدهم في ايطاليا علي وجه الخصوص وفي الدول الاوروبية علي وجه العموم من خلال الاكاديمية المصرية للفنون بروما الذي يعد المركز العربي والافريقي الوحيد في ايطاليا. اشارت اثناء لقائها بالطلاب والوفد الصحفي المرافق لهم بجهود "الجمهورية" التي اصرت علي تكريم أوائل الثانوية العامة وانطلاق رحلتهم رغم الظروف التي تمر بها مصر. اشارت إلي ان الاكاديمية تنظم ورش عمل للاطفال الايطاليين وابناء الجالية المصرية لتعريفهم بأدبائنا المصريين واشهر اعمالهم وكتاباتهم كنجيب محفوظ وطه حسين. شهدت زيارة اوائل الثانوية العامة للمركز المصري للفنون تعريف الطلاب علي انشطة الاكاديمية الذي يعد منارة فنية وثقافية مصرية وعربية في قلب العاصمة الايطالية روما حيث المكتبة التي تضم 10 آلاف كتاب من أقيم الاصدارات المصرية في مجال الاداب والشعر والفنون المختلفة اضافة إلي تفقد مكتبة المرئيات.. ومقر المتحف المصري الذي عرض فيه 176 قطعة اثار فرعونية جذبت آلافا من الطلاب الايطاليين من كافة الاعمار للاطلاع علي الحضارة المصرية القديمة.. كما شاهدوا مدرسة الاكاديمية لتعليم الموسيقي والفنون المصرية ولتعليم الطلاب الايطاليين لعلم المصريات الذي يجذب العشرات من المتخصصين والعاشقين لعلم الآثار المصرية حيث تمنحهم الاكاديمية شهادة بعد دراسة كورس يستمر لمدة 8 اسابيع.. اضافة إلي مشاهدة معرض السينما الجميل الذي يضم روائع الافلام الكلاسيكية للسينما المصرية واشهر اعمالها. أوضحت ان الاكاديمية لا تهدف للربح من خلال اتفاق للتبادل الثقافي بين مصر ايطاليا حيث يقوم المركز باستضافة الطلاب المصريين الحاصلين علي جوائز الابداع في الفنون المختلفة. أدار الطلاب في نهاية الجولة حواراً في مجال الثقافة والفنون مع مديرة الاكاديمية التي اكدت ان سر انتشار المسلات المصرية البالغ عددها 17 مسلة في ايطاليا يرجع إلي خروج تلك الآثار مع بداية سنة 30 قبل الميلاد حيث كانت مصر عبارة عن ولاية وليست دولة مستقلة.. مشيدة بالمعاهدات الدولية التي منعت البيع والاتجار في الآثار. وبالنسبة لكيفية الاستفادة من الآثار المصرية الموجودة بالخارج الذي طرحه احد الطلاب اكدت ان الترويج السياحي لهذه الآثار يلعب دورا ايجابيا في الدعاية وبناء صورة مشرقة عن مصر في القرن 21 مثل المسلة المصرية الشهيرة الموجودة في ميدان الفاتيكان. كشفت ان المركز حاليا يقوم بالتنسيق مع الجامعات المصرية التي تضم كليات للفنون التطبيقية والجميلة مثل جامعات حلوان والمنيا وجنوب الوادي. طالبت في نهاية حديثها بتفعيل خطوات الحفاظ علي الهوية والثقافة المصرية لأن المصري صاحب حضارة اثرت في العالم كله.. مؤكدة ان المركز يبدأ نشاطه الثقافي في شهر أكتوبر وينتهي بشهر يونيو من كل عام وان بداية العام الجديد سوف يشهد اقامة معرض التنوع الثقافي المصري الحديث بأنواعه المختلفة من اجل اظهار دور مصر الحضاري للعالم الغربي. حرص الطلاب عند انتهاء جولتهم علي التقاط صور امام تمثال الشاعر أحمد شوقي الواقع بجوار الاكاديمية في شارع "أومير بوادي جوليا" المتاخم لاحد الميادين التي تزخر بها حدائق بورجيزي الذي نحته الفنان المصري الشهير جمال السجيني في عام 1960 والذي كتب علي قاعدته بيت الشعر الشهير. قف بروما وشاهد الأمر واشهد.. ان للملك مالكا سبحانه.