علي عدد من الشاشات رأينا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في حديث حول مصر وما يجري فيها. من وجهة نظره. وفي شكل أشبه بالعرض التمثيلي أمام جمهور كبير. وكأنه يقوم باستعراض لقدراته في الإلقاء والحكي والحركة وتلوين الصوت للتأثير في الجمهور الذي لم ترتفع درجة تشجيعه له. برغم أن بعضه كان يلوح بورقة صفراء عليها الأصابع الأربعة.. كان أمرا ملفتا أن يخرج اثنان معا في إطار "شو" تليفزيوني من نوع واحد. وربما كتبه مولف واحد ووزع الأدوار أيضا فبعد دقائق من عرض أردوغان. قدمت قناة دريم مساء الاثنين عرضا ثانا للدكتور محمد البلتاجي منقولا عن الجزيرة مباشر مصر. وتم إعداده وإخراجه في مكان ما يختبئ به في القاهرة منذ فض اعتصام رابعة.. لا يختلف "البلتاجي شو" كثيرا عن "أردوغان شو" سوي في أن الأول يعمم والثاني يتوقف عند التفاصيل أكثر. لكن الفكر واحد والمنطلق أيضا وهو الهجوم علي الدولة المصرية وعلي الجيش المصري. والتأكيد علي أكاذيب بعينها لتثبيتها لتبدو وكأنها حقائق مثل "سلمية اعتصامات رابعة والنهضة" ثم تعمد إهمال وقائع رئيسية ومستمرة ومسجلة حول سيناء وأحداث العنف الإخواني في كل مكان بمصر وحرق كل هذه المنشآت والكنائس. لكن أردوغان أضاف إلي عرضه إضافات كوميدية والحق يقال. مثل أن مرسي كان سيحقق الرخاء لمصر ويقضي علي الفقر ولكنه حُرم من ذلك.. ومثل لجوئه إلي حكايات قتل الأطفال والنساء التي لعبتها الجزيرة مرارا.. وليتضح في النهاية أنه لا حدود للعلاقة بين هذه الأطراف الثلاثة.. الجزيرة وأردوغان والبلتاجي وجماعته. وأننا نشاهد مسلسلا من حلقات ممتدة مصنوع علي غرار المسلسلات التركية المتينة التي تتوقف فيها الكاميرات عند حدث واحد. تعيده وتزيده بلا ملل. إلا ملل المشاهد نفسه الذي لا يلحظ هذا في البداية من خلال انشغاله بجمال النساء والرجال والديكورات وأيضا أماكن التصوير المنتقاة بعناية. لكنه يدرك بعد وقت طويل أن "الدراما واقفة" والأحداث كما هي والمناظر تتغير.. هل أدرك صناع هذا "الشو" السياسي طبيعة المشاهد المصري فبدلوا المخرج والممثلين وأبقوا علي الأسلوب نفسه؟ أم أن منتدي التحالف الدولي ضد مصر الثورة ينوع في وسائله ليستمر الهجوم علي هذا النحو. وبدلا من المصريين الذين نعرفهم. والذين اكتشفناهم ونكتشفهم من خلال الجزيرة. فإنه قد جاء الدور علي ممثلين جددا في هذا المسلسل.. بعضهم يحمل لقب رئيس وزراء ويتلون كما تلون أردوغان الذي وصف نفسه بالعلماني حين وصل القاهرة فأغضب الرفاق. ثم حاول منع "حريم السلطان" بناء علي نصيحة مرسي. فأغضب غرفة صناعة التليفزيون والسينما في بلده التي ذكرته بالملايين التي تذهب للخزانة من بيع المسلسلات التركية لمصر.. فهل تكون غضبته هذه و"الشو" الذي قدمه سببها منع القنوات المصرية لشراء وعرض مسلسلاته؟ ربما.