لا أدري سر الربط الذي يسيطر علي ذهني هذه الأيام بين عودة مهند ذلك المسلسل التركي الشهير وبين عودة مرسي المزعومة ذلك المسلسل الممل الكئيب الذي يعانيه سكان رابعة العدوية ومحيط ميدان النهضة بالجيزة بل كل مصر رغم التوسلات والاحتجاجات والمخاوف البيئية والصحية. أغلب الظن أن الرابط بينهما كونهما يندرجان تحت مفهوم الميلودراما أو المصادفات العجيبة غير المنطقية والتي لا تعترف بالواقع والتي تجعلك تفاجأ بعودة الميت بعد سنوات أو كفيف ينام ويصحو فيجد نفسه ولا أجدعها رادار.. وأعتقد أيضا أن الرابط بينهما بخلاف الميلودراما هو رجب طيب أردوغان ذلك الرجل الذي يتغاضي أو يتناسي أو تتملكه العنجهية العثمانلية ويتدخل في شئون دولة حضارة بحجم مصر ويصر وهذا حقه ولن يضر به شيئا إلا نفسه أن مرسي هو رئيسه.. وهو الكلام نفسه الذي ردده محمد بديع مرشد الجماعة علي منصة رابعة بما يعني أن الهدف واحد والملقن واحد وهو تنظيم الإخوان العالمي. أليس من الأجدي لأردوغان أن ينكب علي دروسه وألا ينشغل بخميرة الجيران كما يقول المأثور الشعبي وأن يركز في شئونه واحتياجات شعبه الذي خرج عليه ويملأ ميدان تقسيم ويصرفهم كل مرة بالحديد والنار بدلا من أن يتحدث ويخطط لقلب أحوال الآخرين وهو في بيت من زجاج في مهب رياح التغيير. ومثلما تسيطر الميلودراما الرهيبة علي مسلسل عودة مهند تصل الميلودراما قمتها وذروتها في مسلسل عودة مرسي ولا مانع لدي قيادات منصة رابعة من فعل كل شيء لإقناع المشاهد عبرقناة الجزيرة صاحبة البث الحصري للمسلسل.. لذا تجدهم يتبارون في عرض أحلامهم والذين يسمونها رؤي فكلهم رأوا الرسول في وقت واحد وبشرهم بعودة مرسي متجاهلين الإثم الكبير للادعاء برؤية النبي.. وهذا أيضا لا يخلو من الميلودراما التي يبتدعها قيادات الإخوان علي منصة رابعة لتشجيع مؤيدي المعزول وتحريضهم علي العنف وقطع الطرق ووقف الحال. ولأن الميلودراما لا تحتاج إلي بصيرة بل تقبل معطياتها هكذا "خبط لزق" ودون تعقل نجد قيادات الاخوان يتحدثون باسم الشعب دون خشية من الله أو استحياء من الشعب الذي سئم أفعالهم وتحرشاتهم اليومية بالمجتمع والناس.. لذا جاءت نتائج استطلاع المركز المصري لبحوث الرأي العام "بصيرة" وبالا عليهم وعلي أفكارهم المسمومة حيث أكدت أن 71٪ من المصريين غير متعاطفين مع مظاهرات مؤيدي المعزول.. وبلغت نسبة غير المتعاطفين 67٪ في الريف و77٪ في الحضر.. ورغم أن الأرقام لا تكذب تواصل قيادات الجماعة مسلسل الشحن والتحريض علي العنف في رابعة والنهضة. بلغة الكرة.. أقول للمرابضين في رابعة والنهضة "قاعدين ليه ماتقوموا تروحوا" فالسياسة هي فن الممكن وليس المستحيل وعودة مرسي أصبحت من المستحيلات وعليكم الاستجابة لدعوات المصالحة الوطنية والاستعداد للانتخابات المقبلة فلسان حال المصريين يقول: حكمت ففشلت فعزلت يا مرسي.. فهل تعقلون؟