تحدثت عبر الهاتف عن المرض العنيد. الذي أصاب طفلها الوحيد. ودعت بعد شرح حالته لإنشاء مركز جديد لعلاج هذا المرض الذي انتشر في السنوات الأخيرة. ويقول: هل من مزيد؟! قالت الأم المعذبة إن ابنها الوحيد أصيب بمرض ضمور العضلات. وإنها أنفقت كل ما تملك علي علاجه. ولم يعد لديها ما تنفقه علي رحلة علاجه الطويلة. وأضافت أن هذا المرض أصاب عشرات الآلاف من المرضي في طول البلاد وعرضها. معظمهم من الأطفال الصغار. وأنها تقترح إنشاء مركز طبي قومي متخصص لعلاج هذا المرض. يتم تجهيزه بأحدث الأجهزة. ويعمل به فريق طبي متخصص في هذا المرض. كما يزوره أطباء زائرون من العالم المتقدم لمناظرة الحالات. وإلقاء المحاضرات. وأيضاً إجراء البحوث العلمية التي تخدم هذا التخصص. قالت السيدة إن بعض الحالات القليلة تسافر للعلاج من هذا المرض بالخارج علي نفقة الدولة. تتكلف ملايين الجنيهات. وإن إنشاء هذا المركز الجديد سيخدم الجميع. ويوفر هذه المبالغ لخزينة الدولة.. ويكمل منظومة المراكز والمعاهد الطبية المتخصصة في مصر مثل مراكز الكلي. والجهاز الهضمي. والكبد. ومعاهد الأورام. والقلب. والسمع والكلام. والعيون. والسكر.. وغيرها من المراكز والمعاهد الطبية المتخصصة المنتشرة في القاهرة والجيزة. وسائر المحافظات. اتصلت المواطنة بقسم "مع الناس" بجريدة "الجمهورية" في مارس 2006 وكانت أبواب بريد القراء في الصحف المصرية تتلقي خلال هذه الفترات رسائل يومية من المواطنين تطلب المساعدة في علاج أبنائها وبناتها من هذا المرض الخطير. طلبت السيدة من وزارة الصحة والسكان وغيرها من الجهات المسئولة تبني هذه الفكرة والمبادرة بإنشاء هذا المركز الحيوي الذي يخدم الملايين في مصر والدول العربية. يصيب مرض ضمور العضلات الجسم في مقتل فتتهاوي قلاعه. ويسقط مهزوماً محطماً. وعضلات الجسم نوعان: إرادي يتحرك بإشارات من المخ.. وهي التي تغطي الهيكل العظمي للإنسان من الرأس إلي القدمين. وتمثل 40% من وزن الجسم.. والنوع الآخر لا إرادي مثل القلب والعضلات المبطنة للمعدة والأمعاء. تتكون العضلة من حزمة ألياف اسطوانية تنمو وتقوي بالتغذية السليمة والحركة والتدريب المستمر وتضعف بالخمول والكسل. ويتساوي عدد العضلات في جسم بطل كمال الأجسام مع طفل مريض هزيل. وشيخ سقيم عليل.. والفرق الوحيد بينهم في قوتها وسلامتها. ومرض ضمور العضلات من الأمراض الوراثية. سببه غياب في أحد البروتينات أو نقصه مما يؤثر علي قدرة خلايا العضلات في النمو والحركة. مما يوقف تكوين الأنسجة العضلية التي تساعد الجسم علي الحركة. والعمل.. وبمرور الوقت تتأثر العضلات اللا إرادية مثل القلب بسبب هذا المرض. تظهر أعراض هذا المرض واضحة جلية عند سن الثالثة تقريباً. وتظهر مقدماته بعد 6 شهور. فلا يستطيع الطفل الجلوس بثبات أو التحكم في رأسه ورقبته. وعند اكتمال عامه الأول لا يستطيع المشي بثبات. ويشعر بالألم عند صعود السلم. أو محاولة الجري والحركة. لا يوجد علاج كامل لهذا المرض. ولكن محاولات لمقاومته والحد من انتشاره وبمرور السنوات يحتاج المريض إلي عصا يتوكأ عليها. ثم إلي كرسي متحرك. وفي الدول المتقدمة محاولات جادة لعلاج هذا المرض بالأدوية والعلاج الطبيعي والأبحاث المستمرة. مما يؤجل ظهور أعراضه ومضاعفاته. ونسأل الله التوفيق للوصول إلي علاج تام لهذا المرض الخطير. وآخر الرسائل التي وصلت إلي صفحة "مع الناس" في مارس 2006 كانت من أب أصيب أطفاله الأربعة بهذا المرض الخبيث. وهما ولدان وبنتان. وبعد مرور 7 سنوات لم يظهر هذا المركز الطبي المتخصص في علاج مرض ضمور العضلات. ونتمني أن يتحول من مجرد فكرة إلي كيان علي أرض الواقع بجهد المخلصين من المسئولين والمواطنين.