* * هل يستطيع حزب النهضة الحاكم في تونس تجاوز الغضب الشعبي من ممارسات قوي الإسلام السياسي التحالفة معه. وأيضا ممارسات العنف وقتل المعارضين من قبل المنظمات التكفيرية؟! المتابع للشأن التونسي يلحظ بالتأكيد تغيرا في لهجة خطاب قيادات النهضة الذي بدا متشددا عقب حادث الأغتيال الأخير للمعارض محمد البراهمي علي يد متشدد سلفي. فحينها رفض الحزب بشدة مطالب المعارضة بحل الحكومة وتشكيل حكومة انقاذ.. ولكن وبعد مقتل ثمانية جنود علي يد إرهابيين علي الحدود مع الجزائر الذي قابله رد فعل عنيف من قبل الجيش التونسي والذي مازال من وقت لآخر يقوم بعمليات تمشيط وقصف جوي لمواقع هؤلاء الإرهابيين علي مدي الاسبوعين الماضيين وحتي أول أمس.. ربما في رسالة واضحة لكل تنظيمات الإسلام السياسي وعلي رأسها الحزب الحاكم "النهضة" انه لا تهاون فيما يمس ثوابت تونس من امن قومي أو مكاسب مدنية وحقوق تحققت منذ الاستقلال عام ..1956 يؤكد ذلك الرسالة الثانية عندما قام رئيس الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور بتجميد عملها حتي يتفق الطرفان الحكومة والمعارضة.. ولهذا جاءت تصريحات رياض الشعيبي عضو المكتب السياسي لحزب النهضة بأن الأزمة التي تعيشها تونس تستدعي الوصول إلي حكومة وحدة وطنية تجمع كافة الأحزاب والتيارات السياسية الفاعلة ورغم نفيه وجود اتصالات بين حزبه وحزب "نداء تونسي" أبرز احزاب المعارضة والذي يتشكل من قيادات واعضاء في حزب التجمع الدستوري المنحل والذي كان يحكم تونس منذ استقلالها اضافة إلي قوي اليسار الراديكالي لاسباب نفسيه وسياسية كما قال إلا أنه أشار إلي احتمالية وجود اتصالات في حالة تفاقم الأزمة السياسية.. ويبقي السؤال هل يمكن لحزب النهضة الاستفادة من اخطاء نظيره في مصر الإخوان المسلمين في شهوة امتلاك السلطة أم ان الطبع يغلب التطبع؟! * * شهد اقليم كردستان العراق مؤتمرا موسعا ضمن تمكين ل 40 مليون كردي موزعين بين إيران وتركيا والعراق وسوريا وذلك من أجل التوصل لصيغة لدعم أكراد سوريا والذين يمثلون أقل عدد للأكراد في هذه الدول "حوالي 4 ملايين كردي سوري" وذلك بعد المصادمات التي حدثت خلال الاسبوعين الماضيين بين تنظيمي جبهة النصرة التابع للقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة وبين الاكراد في شمال سوريا من جهة أخري وكان رئيس اقليم كردستان العراق قد صرح منذ أيام بأن الاقليم سيسخر كل امكاناته للدفاع عن اكراد سوريا.. هذا الصراع الجديد بين التنظيمات التكفيرية والتي تنضوي تحت لواء المعارضة السورية والاكراد يمثل بلاشك حلقة جديدة في اضعاف المعارضة السورية التي تعاني من الضعف أصلا. كما أنها بلاشك تقرب من الحلم الكردي بتشكيل دولة كردية والذي تجدد بعد المصالحة بين اردوغان وحزب العمال التركي منذ ابريل الماضي ونزوح هؤلاء إلي المنطقة الكردية شمال العراق.