تشهد مدينة إسنا جنوبالاقصر أزمة حادة تهدد بتفاقم مشكلة المياه الجوفية التي تصاعدت بشكل خطير خلال السنوات الاخيرة والتي تلت مشروع انشاء قناطر إسنا الجديدة قبل ما يقرب من 15 عاما والذي نتج عنه ارتفاع منسوب المياه أمامها بمقدار 8 أمتار. وتعود وقائع الأزمة الي عهد الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر الأسبق والذي وضع خطة متكاملة لتطوير مدينة إسنا بعد ضمها لمحافظة الأقصر نهاية عام 2009 الا أنه اصطدم بمشكلة المياه الجوفية المرتفعة بفعل مشروع القناطر الجديدة الذي تم تنفيذه بمنحة ايطالية فما كان منه الا أن خاطب وزير الاسكان والمرافق وقتها من أجل تنفيذ مشروع انشاء عدة آبار حول المنطقة الاثرية والمنشية والشيخ فضيل وسط المدينة بهدف سحب المياه من أسفل المنازل والأثار الرومانية والاسلامية مثل معبد اسنا ووكالة الجداوي ومعصرة بكور وغيرها. وقامت الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي بتنفيذ المشروع تمهيدا لتسليمه للوحدة المحلية لمدينة إسنا الا انها رفضت الاستلام بحجة عدم توافر الفنيين اللازمين لتشغيل المشروع وخوفا من مسئولية اغراق المدينة في المياه الجوفية لعدم وجود الخبرات اللازمة. المهندس حامد سالم مسئول الهيئة بالأقصر أكد قرب وصول اللوحات الكهربائية الخاصة بتشغيل الآبار خلال اسبوعين علي الاكثر ليتم تركيبها ثم تسليمها للوحدة المحلية وأضاف بأن الهيئة فوجئت برفض الوحدة المحلية تسلم المشروع لعدم توافر الفنيين لديهم مؤكدا عدم مسئولية الهيئة عن تشغيل المشروع مشيرا الي ان انشاء مثل تلك الآبار ليس هي المرة الأولي حيث قامت الهيئة بتنفيذ مثل هذا المشروع لصالح هيئة الآثار والتي تسلمته بالفعل وقامت بتشغيله بطريقتها. وطالب حامد الوحدة المحلية لمدينة إسنا باستلام الآبار وتشغيلها عن طريق مقاولين او شركات تشغيل متخصصة بدلا من تعطيل العمل بالمشروع الذي يخفض منسوب المياه الجوفية بمقدار متر ونصف المتر. وحذر احد مهندسي الاسكان بمدينة إسنا من الاثار الخطيرة للتأخير في تشغيل المشروع الذي تضمن انشاء 20 بئرا منها 6 أبيار بشارع جسر السيالة ومثلها بشارع الطوايع وبئرين في كل من شوارع الجوايدة وعزبة الخزان والحكام والسعودية مشيرا الي ارتفاع منسوب مياه النيل أمام القناطر الجديدة بمقدار ثمانية امتار بينما يعمل مشروع الابار علي تخفيض المياه الجوفية اسفل المنازل بمقدار متر ونصف وهو ما يحافظ علي وسط المدينة القديم - المبني من الطوب اللبن والذي يحتوي علي العديد من المنازل القديمة التي تجاوز عمرها 50 عاما الي جانب المواقع الاثرية الاسلامية منها والرومانية - من أخطار الانهيار. من ناحيته أكد اللواء علاء الهراس السكرتير العام للمحافظة والقائم بأعمال المحافظ ان الوحدة المحلية لمدينة إسنا ليس لديها الفنيين اللازمين لاستلام وتشغيل مشروع الآبار كما أنها ليس لديها الاعتمادات المالية اللازمة للتعاقد مع أحد المقاولين أو الشركات المتخصصة في تشغيل مثل تلك المشروعات لأن الميزانية صغيرة جدا ولا تكفي كما يعلم الجميع وقال ان الحل يتمثل في قيام الهيئة القومية لمياه الشرب بتشغيل الآبار لصالح مجلس المدينة بنظام الأجل لحين توافر الاعتمادات وسداد مستحقات الهيئة. وأكد الهراس أنه سيخاطب إدارة الهيئة القومية في هذا الشأن لتشغيل المشروع بدلا من تعطيله علي ان يتم السداد بالأجل وهو الحل الوحيد المتاح في الوقت الحالي.