العروض الرمضانية للسلع الاستهلاكية بقدر ما تقدم فرصة جيدة لمحدودي الدخل إلا أنها تستغل كمنفذ للتخلص من السلع الفاسدة أو التي قارب تاريخ صلاحيتها علي الانتهاء.. وبالذات المعلبات التي أدي ارتفاع سعرها لإقبال المستهلكين علي العروض التي يربح عبرها ضعاف النفوس من التجار والملايين بحجم خليها علي الله ومعدة المصري تطحن الزلط. في البداية تقول ليندا يوسف ربة منزل إنها تنتقي المعلبات الجيدة بخبراتها الطويلة من المحال التجارية الكبري حتي تضمن عدم تخزينها لفترات طويلة وأول شيء تقع عينها عليه تاريخ الصلاحية والتأكد أنه محفور علي العلبة وتشتري الماركات المعروفة التي تخشي علي سمعتها. روائح كريهة وعفن أما ندا صبري فتحكي تجربتها مع المعلبات قائلة إنها تسعي إلي شراء المنتجات الأقل سعراً نظراً لظروف الأسرة الاقتصادية ولها تجربة سيئة مع بعض المعلبات فقد اشترت علبة مربي من أحد المحال لماركة معروفة وعند فتحها فوجئت بانبعاث روائح كريهة منها رغم أن تاريخ الصلاحية سليم وتشاركها الرأي عبير محمد ياسين التي وقعت في نفس التجربة بعد شرائها علبة صلصة وعندوا فتحها وجدت العفن علي وجه العلبة. وتشير نادية إبراهيم ربة منزلة إنها تشك في مدي صلاحية المعلبات التي يتم عمل عروض عليها في المحال الكبري حيث إنها تباع بأسعار أقل من نصف سعرها الأًلي كما أنها علمت من أخيها الذي يعمل في أحد مصانع المعلبات بأنهم يستخدمون الطماطم التالفة في صناعة الصلصة وكذلك يستخدمون الفاكهة التالفة في عمل المربات ويضيفوا مكسبات الطعم والرائحة. المعلبات درجات مصطفي ظاظا تاجر معلبات يقول إنه يحصل عليها من المستورد الأصلي عن طريق مندوب وينتقي الأجود منها لأنها درجات ويراعي شروط التخزين حتي لا تتعرض للتلف وإذا وجد عيوبا ظاهرية في بعض المعلبات كالانتفاخ أو الاعوجاج يعدمها فوراً. وهو ما يؤكده علي عامر مفتش تموين قائلاً إن من أسباب تلف وفساد السلع المعلبة عدم مراعاة شروط التخزين حيث إن معظم السلع المعلبة يجب أن تخزن تحت درجة حرارة 30 درجة وقد تفسد بسبب نقلها من مكان لاخر دون مراعاة الشروط وكذلك الانقطاعات الدائمة في التيار الكهربي الحالي والذي يحول المادة المتجمدة إلي سائلة ليفقد المنتج قيمته الغذائية ثم يفسد أيضاً. تواريخ صلاحية "مضروبة" ويشير إلي وجود طرق عديدة للغش كتغيير تاريخ الصلاحية علي العلبة وانتشار ظاهرة إعادة تدوير المنتج المنتهي الصلاحية كالدواجن التي يتم إضافة "شبة" للحفاظ علي لونها الأصلي بعد انتهاء صلاحيتها وكذلك التطور الهائل في تصنيع الماكينات التي تقلد المنتجات العالمية لتطابق بذلك الملصقات بشكل يصعب اكتشافه. الدكتور فوزي الشوبكي أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث يوضح أن للمعلبات مواصفات قياسية عالمية في التعبئة والتعقيم لمنع التفاعل بين مادة العبوة والمادة المعبأة بالإضافة للتخزين في درجات حرارة معينة لتلافي انتقال المواد الضارة إلي المادة الغذائية والتي تسبب الأمراض السرطانية. توضح سلوي شكري رئيس جمعية حماية المستهلك أن القانون يلزم المنتج بوضع بيانات ما ينتجه ومكوناته وتاريخ الصلاحية عليه بشكل واضح وبلغة البلد لأنها ضمن شروط الجودة التي يجب توافرها بوجود تاريخ الصلاحية ظاهر وواضح وأن يكون محفوراً علي العلبة وليس عبارة عن استيكر يسهل التلاعب به. الدولة المسئولة محمود عمرو رئيس المركز القوي للسموم العبء علي كاهل الدولة وأنها المسئولة عن الرقابة علي كل ما يتناوله المواطن المصري سواء غذائه أو دوائه وتغليظ العقوبة لكل مخالف بالسجن وللأسف الكل يعلل أن بطون المصريين كفيلة بهضم أي شيء ولكن السبب الحقيقي هي رغبتهم في الكسب حتي ولو علي حساب حياة المواطنين. كما أن المواطن البسيط لا حول له ولا قوة لا يستطيع في ظل التطور الرهيب في مجال الغش التجاري الآن كشف فساد تلك المنتجات وابتالي فهو معرض للتسمم في أي وقت سواء بالبككتريا الغذائية أو التسمم الكيماوي الناتج من انتهاء صلاحية المواد الحافظة أو مكسبات الطعم.