أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس انه لا يمكن أن يبقي مستوطنون اسرائيليون أو قوات حدودية في الدولة الفلسطينية المستقبلية وان الفلسطينيين يعتبرون كل البناء الاستيطاني داخل الأراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 غير قانوني. ويبدو ان هذه التصريحات القوية لم تلب آمال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن تبقي شروط المحادثات التي بدأت الليلة قبل الماضية سرية. قال عباس ان الجانب الفلسطيني يوافق علي وجود دولي أو متعدد الجنسيات مثلما هو الحال في سيناء ولبنان وسوريا. وكانت اسرائيل قالت في السابق انها تريد الابقاء علي وجود عسكري في الضفة الغربيةالمحتلة علي الحدود مع الأردن لمنع تدفق أي أسلحة يمكن أن تستخدم ضدها. لكن عباس قال انه متمسك بالتفاهمات التي توصل اليها مع رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت وتتمثل في امكان نشر قوات من حلف شمال الأطلنطي هناك كضمان أمني للجانبين. وتسعي الولاياتالمتحدة للوساطة في اتفاق علي أساس حل الدولتين الذي يتيح لاسرائيل أن تعيش في سلام مع دولة فلسطينية جديدة تقام في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويجري المحادثات مساعدون كبار لنتنياهو وعباس هم تسيبي ليفني وزيرة العدل واسحق مولخو مساعد نتنياهو المقرب وصائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين والمسئول الفلسطيني البارز محمد اشتية. وفيما يتعلق بمستقبل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ووضع القدس وهي من أصعب القضايا الشائكة التي تواجه الجانبين لم يبد عباس ما يشير لأي تخفيف في موقفه قائلاً ان الجانب الفلسطيني قدم بالفعل كل التنازلات الضرورية. أضاف ان القدسالشرقية هي عاصمة دولة فلسطين وانه اذا كان من اللازم مبادلة مساحات صغيرة من الأرض فلابد أن تكون مساوية في الحجم والقيمة وان الجانب الفلسطيني مستعد لبحث هذا الأمر لا أكثر ولا أقل.. من جانبها قالت وزيرة العدل الاسرائيلية تسيبي ليفني ان الاجتماع مع الطاقم الفلسطيني في مقر وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن اتسم بأجواء عديدة. أوضحت ليفني انها اتفقت مع رئيس الطاقم الفلسطيني صائب عريقات علي عدم الافصاح عن التفاهمات التي تم التوصل اليها مؤكدة ان مكانة اسرائيل علي الساحة الدولية وحالتها الاقتصادية والأمنية مرتبطتان بفرص حل النزاع. ويبدو أن طريق المفاوضات مفروش بكثير من العقبات ليس فقط تمسك كل الطرف بموقفه لكن بسبب رفض تيارات فلسطينية آخر بالعودة للمفاوضات التي تذكرهم بأجواء اتفاق اوسلو الذي كبل المقاومة الفلسطينية ولم يقدم شيئا علي طريق انهاء الاحتلال. فمن جانبه أعلن الدكتور واصل أبو يوسف الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية معارضة الفصائل الفلسطينية بما فيها جبهة التحرير للعودة إلي مسار المفاوضات بسبب انحياز الإدارة الأمريكية بشكل سافر لحكومة الاحتلال الاسرائيلي. وشدد أبو يوسف علي التمسك بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والتي تتمثل بحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلي ديارهم وفقا للقرار الأممي. ولفت أبو يوسف إلي ان الموقف الفلسطيني أكد رفض استئناف المفاوضات قبل الحصول علي مرجعية دولية وتعهد واضح وصريح بوقف الاستيطان ومرجعية قرارات الأممالمتحدة واطلاق سراح الأسري وخاصة القدامي ما قبل اتفاق اوسلو مرحبا بتحرير 104 من الأسري علي دفعات محذرا من مقايضة اطلاق سراح الأسري بما يسمي بتطور المفاوضات. وعلقت صحيفة التليجراف البريطانية علي ان المفاوضات بقولها ان طريق السلام بين فلسطين واسرائيل مفروش بالأشواك برعاية وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وذلك بعد ثلاث سنوات من التوقف.. قالت الصحيفة انه من المتوقع أن تستمر المحادثات لتسعة أشهر نظرا لوجود خلافات كبيرة حول قضايا خلافية بين الجانبين مثل الحدود والأمن لأن هناك العديد من الخيارات الصعبة التي تنتظر المفاوضين والقادة وتسعي المفاوضات لتقديم تنازلات معقولة علي القضايا الصعبة المعقدة والتي ترتبط بناحية عاطفية ورمزية لدي نفوس الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وهي القدس.