استأنف المفاوضون الفلسطينيون والإسرائيليون في واشنطن محادثات السلام لأول مرة منذ حوالي ثلاثة أعوام، وذلك برعاية أمريكية علي مأدبة عشاء استمرت تسعين دقيقة أول أمس، ووصفت الخارجية الأمريكية هذا الاجتماع بأنه "مثمر وبناء". وقالت وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني التي ترأس وفد بلادها إلي المفاوضات مع الفلسطينيين أن المفاوضات استؤنفت في "أجواء إيجابية"، وجاء ذلك في تصريح إذاعي لليفني بعد المأدبة التي أقامها في واشنطن وزير الخارجية الأمريكي كيري وشارك فيها كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات. وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الاجتماع الأول جاء "بناءً وإيجابياً" وأن المفاوضات يمكن أن تستغرق "تسعة أشهر علي الأقل"، لكنها امتنعت عن تحديد "مهلة نهائية". وطالب كيري في وقت سابق الإسرائيليين والفلسطينيين بتقديم "تنازلات معقولة" من أجل السلام. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن رئيسة الوفد الإسرائيلي تسيبي ليفني القول إنها "اتفقت مع رئيس الوفد الفلسطيني صائب عريقات علي عدم الإفصاح عن التفاهمات التي تم التوصل إليها". وقالت ليفني إن "رفع الأيدي استسلاما لا يعد خيارا بالنسبة لإسرائيل، وأن مكانة إسرائيل علي الساحة الدولية ووضعها الاقتصادي والأمني مرتبطان بفرص حل النزاع". لكنها أقرَّت مرة أخري بوجود خلافات عميقة داخل الحكومة الإسرائيلية، في إشارة إلي وزراء الجناح المتشدد من الليكود، حزب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزراء حزب البيت اليهودي القومي المتشدد الذين يرفضون إقامة دولة فلسطينية. ولمحت ليفني بعد ذلك إلي حزب يش عتيد (يمين الوسط) الذي يتزعمه يئير لابيد وزير المالية الذي لا يعتبر حتي الآن أن عملية السلام أولوية. وذكرت وكالة رويترز أنه بدا واضحا من بعض التصريحات العلنية بشأن جدول موضوعات المحادثات التي من المتوقع ان تستمر تسعة اشهر ومن تعليقات للرئيس الفلسطيني محمود عباس انه توجد خلافات كبيرة حول قضايا مثل الحدود والامن. وقال كيري وقد جلس الي جواره مارتن إنديك مبعوثه الذي عينه حديثا لعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية وهو سفير سابق لدي اسرائيل "ليس سرا أن هذه عملية صعبة. لو كانت سهلة لكانت قد تمت قبل وقت طويل". وأضاف كيري قائلا "توجد خيارات صعبة كثيرة أمام المفاوضين وأمام الزعماء ونحن نسعي إلي حلول وسط معقولة لقضايا صعبة ومعقدة ومفعمة بالمشاعر والقيم الرمزية". وضم الوفد الإسرائيلي في المحادثات تسيبي ليفني وزيرة العدل واسحق مولخو وهو مساعد مقرب لنتنياهو. وفي الجانب الفلسطيني كبير المفاوضين صائب عريقات ومحمد اشتيه. وتشمل القضايا الرئيسية التي يلزم حلها لإنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من 60 عاما قضايا الحدود ومستقبل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ومصير اللاجئين الفلسطينيين ووضع القدس.