اهتمت وسائل الإعلام والصحف الأجنبية بالأحداث في مصر عقب جمعة التفويض حيث رأت أنها ضربة قوية وجهها الجيش للإخوان أمام الرأي العام العالمي ليؤكد التفاف المصريين حول جيشهم ورفضهم لممارسات نظام الإخوان التي أدت إلي زيادة سطوة الجماعات الجهادية في سيناء وقوة نفوذ جماعة حماس التي وجدت لها حليفا قويا في القاهرة كما توقعت الصحف خلال الفترة القادمة تصعيدا علي الناحية القانونية ضد الجماعة. ووصفت الصحف توقف صفقة الطائرات ال"إف 16" الأربعة من الولاياتالمتحدة إلي مصر بأنها خطوة صبيانية أظهرت مدي عجز الإدارة الأمريكية والخيارات المحدودة أمام الرئيس الأمريكي أوباما. ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن خروج الحشود إلي مختلف ميادين مصر لتلبية نداء الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع لتفويضه لمحاربة الإرهاب جاءت بمثابة ضربة أخري لجماعة الإخوان المسلمين. أبرزت الصحيفة في سياق تقرير لها نشرته أمس علي موقعها الإلكتروني. القتال الكثيف الذي شهدته القاهرة أمس الأول بعد مسيرات حاشدة حول المصير السياسي لمصر وقالت إن هذا القتال خلف عشرات من القتلي بعد يوم من إعلان السلطات الجديدة عن إمكانية توجيه اتهامات جنائية خطيرة تصل عقوبتها إلي الإعدام ضد الرئيس المعزول مرسي. أضافت الصحيفة أنه مع تلاشي الآمال لأي نوع من التوافق السياسي بين الجيش والإخوان اللذين سعيا لاستعراض قوتها بمسيرات أمس الأول شهدت البلاد في أعقاب هذه المظاهرات الضخمة أحداث عنف أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة آخرين لتبقي المسافة في النهاية بعيدة بين الجيش وجماعة الإخوان. اعتبرت النيويورك تايمز أن الإعلان عن توجيه اتهامات محتملة للرئيس المعزول محمد مرسي ربما يهدف علي توفير الغطاء القانوني في وجه الضغوط الدولية المفروضة علي السلطات المصرية لإطلاق سراح مرسي. يأتي هذا بعدما ردد الإخوان وعدد من الدبلوماسيين العرب والغربيين دعوات للجيش من أجل إطلاق سراح مرسي كبادرة حسن نية علي أمل أن تنهي تسوية متفق عليها المواجهة بين الإسلاميين والجيش. تضيف الصحيفة أن عملية الإفراج عن مرسي باتت مستحيلة الآن في ظل المؤشرات علي أن الجيش ينفذ تحقيقات لتوجه هجوم قانوني أكبر علي الإخوان. عبدالناصر ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن الفريق أول عبدالفتاح السيسي عاد في ثوب عبدالناصر وأذل أوباما وحرمه من أي مكاسب داخلية علي الأرض الأمريكية حيث إن متداولي الأسهم في البورصات العالمية أصبحوا يدركون اليوم أكثر من أي وقت مضي أنه قد أصبح في مصر ناصر جديد يصر علي إذلال أوباما. أضافت الصحيفة أن السيسي يدرك أن الإدارة الأمريكية الحالية باتت مكشوفة أمامه تماما وقرر أن يعمق من خسارة أوباما بالضغط علي أكثر ما يثير اهتمام المواطن الأمريكي وهو الاقتصاد فبينما كانت التوقعات تشير إلي مرحلة انتعاش تعززها حالة سوق العقارات والاحتياطي الفيدرالي وتراجع النفقات العسكرية في الشرق قرر ناصر الجديد أن ينهي كل ذلك دون استخدام السلاح فقط عبر الميكروفون الذي دعا فيه الشعب المصري للنزول يوم الجمعة للميادين لتفويضه للقيام بعمليات أكثر قسوة ضد الإرهابيين وهو ما يعني أن هناك عمليات واسعة ستدور ليس بعيدا عن قناة السويس وهو ما يعني إحداث حالة واضحة من إرباك سوق البترول وتكبيد الولاياتالمتحدة الكثير من الخسائر وبسبب تصريحاته ودعوته يفوق حجم المعونة العسكرية الأمريكية التي تقدمها لمصر ببضع ملايين من الدولارات لكن رد فعل أوباما جاء صبيانيا بامتياز حيث أوقف تسليم صفقة طائرات إف 16 بصورة عقابية لم يؤيده فيها الكونجرس الذي يتململ من تصرفات أوباما الأخيرة والتي كان من ضمنها إصرار أوباما علي إبقاء برامج التجسس مشيرة إلي أن السيسي جعل الأمريكان يظهرون بهذا المظهر الهستيري ليزيد فرص حصوله علي المزيد من التنازلات الروسية خاصة فيما يخص أسعار الطائرات البديلة وصفقات القمح ما يعني أنه بدوره يمارس دورا يراه بدقة لتكبيد الاقتصاد الأمريكي خسائر تفوق حجم المعونة العسكرية بينما يتجاهل أي اتصالات من الإدارة الأمريكية. قطع المعونة رأت مجلة "كومنتاري" الأمريكية أنه ليس هناك مبرر لاستمرار استياء الإدارة الأمريكية من رحيل نظام "الإخوان" عن السلطة في مصر. ورصدت المجلة تردد الإدارة الأمريكية علي نحو واضح إزاء الإطاحة بنظام جماعة الإخوان المسلمين مشيرة إلي أنها كانت مؤخرا علي شفا قطع المعونة العسكرية عن مصر لكنها أحجمت عن اتخاذ هذه الخطوة بسبب حرصها علي عدم المخاطرة باستقرار الحكومة الجديدة في مصر بالإقدام علي ما يمكن قراءته اعتزاما من جانب واشنطن علي إسقاط تلك الحكومة ولكن الإدارة الأمريكية بدلا من ذلك لجأت إلي الإيماء معربة عن استيائها من مجريات الأحداث في مصر عبر تأجيل شحن 4 طائرات "إف-16" إلي مصر. وقالت "كومنتاري" إنه حتي هذا الموقف الأمريكي الذي لم يتجاوز حد التأنيب ربما كان خطأ بالنظر إلي آخر المستجدات علي الساحة المصرية مشيرة إلي أن الوضع في مصر متأزم بالأساس علي نحو لا يحتمل معه المزيد من عوامل الضغط. ورأت المجلة أنه مع استمرار تظاهرات مؤيدي الجماعة تعبيرا عن غضبهم في ظل انتشار العنف في أرجاء البلاد يبدو أن الصراع يضم طرفا آخر غير الأطراف المصرية زاعمة تواجد من وصفتهم بالمتطرفين من حركة "حماس" الفلسطينية التي تحكم قطاع غزة الحدودي مع مصر- حسب الصحيفة. حماس وأضافت المجلة الأمريكية أن حماس كانت تنظر لصعود الإخوان إلي الحكم العام الماضي علي أنه فرصة لتعزيز علاقاتها مع مصر بما يعزز وضعها الاستراتيجي ولكن ذلك لم يتم علي النحو الذي كانت تأمله حماس لأن الرئيس المعزول محمد مرسي لم يكن علي استعداد أن يضفي مزيدا من التعقيد علي علاقته بالجيش المصري عبر إقحام البلاد في أي مغامرات ضد إسرائيل كما لم يكن علي استعداد للسماح بحرية تدفق الأسلحة إلي قطاع غزة عبر أنفاق التهريب ولكن نظام الإخوان سمح بتدهور الأوضاع في سيناء علي نحو خطير بالنسبة لمصر وإسرائيل علي السواء - بحسب المجلة - التي رأت أنه علي الرغم من تردد الإخوان إلا أن حماس كانت المنتفع الرئيسي من سقوط نظام حسني مبارك. ورصدت "كومنتاري" إعلان الجيش علي نحو واضح نهاية الفترة الوجيزة نسبيا التي بدأ فيها أن القادة الإسلاميين في حماس قد وجدوا صديقا لهم في القاهرة مشيرة إلي قيام الجيش بهدم الأنفاق وإغلاق الحدود مع قطاع غزة. وأشارت إلي الاتهام الموجه للرئيس المعزول مرسي بالتخابر مع حماس في "أعمال عدائية" ضد مصر في إشارة إلي الاعتقاد بأن أعضاء من الحركة ساعدوا في إخراج مرسي من السجن خلال الأيام الأخيرة من حكم مبارك والتي شهدت سقوط ضباط من الشرطة وعناصر من الجيش.