رأت مجلة "كومنتاري" الأمريكية، أنه ليس هناك مبرر لاستمرار استياء الإدارة الأمريكية من رحيل نظام "الإخوان" عن السلطة في مصر. ورصدت المجلة، في تعليق على موقعها الإلكتروني، تردد الإدارة الأمريكية على نحو واضح إزاء الإطاحة بنظام جماعة الإخوان المسلمين، مشيرة إلى أنها كانت مؤخرًا على شفا قطع المعونة العسكرية عن مصر لكنها أحجمت عن اتخاذ هذه الخطوة الفاصلة. وأوضحت المجلة أن عدول الإدارة الأمريكية عن اتخاذ هذه الخطوة يرجع إلى حرصها على عدم المخاطرة باستقرار الحكومة الجديدة في مصر بالإقدام على ما يمكن قراءته اعتزامًا من جانب واشنطن على إسقاط تلك الحكومة، ولكن الإدارة الأمريكية بدلًا من ذلك لجأت إلى الإيماء، معربة عن استيائها من مجريات الأحداث في مصر عبر تأجيل شحن 4 طائرات "إف-16" إلى مصر. وقالت "كومنتاري"، إنه حتى هذا الموقف الأمريكي الذي لم يتجاوز حد التأنيب ربما كان خطأ بالنظر إلى آخر المستجدات على الساحة المصرية، مشيرة إلى أن الوضع في مصر متأزم بالأساس على نحو لا يحتمل معه المزيد من عوامل الضغط. ورأت المجلة أنه مع استمرار تظاهرات مؤيدي الجماعة تعبيرًا عن غضبهم في ظل انتشار العنف في أرجاء البلاد، يبدو أن الصراع يضم طرفًا آخر غير الأطراف المصرية، زاعمة تواجد من وصفتهم بالمتطرفين من حركة "حماس" الفلسطينية التي تحكم قطاع غزة الحدودي مع مصر، بحسب الصحيفة. وأضافت "كومنتاري" أنه على الإدارة الأمريكية وضع هذا الأمر في اعتبارها، بينما تراقب التطورات عن كثب لدى التفكير في أين تقع المصالح الأمريكية. وقالت المجلة الأمريكية إن حماس كان تنظر لصعود الإخوان إلى الحكم العام الماضي على أنه فرصة لتعزيز علاقاتها مع مصر بما يعزز وضعها الاستراتيجي، ولكن ذلك لم يتم على النحو الذي كانت تأمله حماس لأن الرئيس المعزول محمد مرسي لم يكن على استعداد لأن يضفي مزيدًا من التعقيد على علاقته بالجيش المصري عبر إقحام البلاد في أي مغامرات ضد إسرائيل، كما أنه لم يكن على استعداد للسماح بحرية تدفق الأسلحة إلى قطاع غزة عبر أنفاق التهريب، ولكن نظام الإخوان سمح بتدهور الأوضاع في سيناء على نحو خطير بالنسبة لمصر وإسرائيل على السواء، بحسب المجلة، التي رأت أنه على الرغم من تردد الإخوان، إلا أن حماس كانت المنتفع الرئيسي من سقوط نظام حسني مبارك. ورصدت "كومنتاري" إعلان الجيش على نحو واضح نهاية الفترة الوجيزة نسبيًا التي بدا فيها أن القادة الإسلاميين في حماس قد وجدوا صديقًا لهم في القاهرة، مشيرة إلى قيام الجيش بهدم الأنفاق وإغلاق الحدود مع قطاع غزة. وأشارت المجلة الأمريكية إلى الاتهام الموجهة للرئيس المعزول مرسي بالتخابر مع حماس في "أعمال عدائية" ضد مصر، في إشارة إلى الاعتقاد بأن أعضاء من الحركة ساعدوا في إخراج مرسي من السجن خلال الأيام الأخيرة من حكم مبارك والتي شهدت سقوط ضباط من الشرطة وعناصر من الجيش. وفي سياق آخر، لفتت المجلة الأمريكية إلى نقطة أخرى مهمة، حيث قالت "إنه على الرغم من أنه ليس هناك ما يشير إلى ذوبان الجليد بين مصر وإسرائيل، إلا أن الحكام الجدد في مصر قد قطعوا عن حماس رافدًا من روافد الدعم والنفوذ السياسي". وعليه رأت "كومنتاري" أنه ليس هناك مبرر لاستمرار استياء الإدارة الأمريكية من رحيل الإخوان أو ممارسة ضغوط على الجيش المصري لاحتواء الإخوان في الحكومة الجديدة أو إطلاق سراح مرسي. واختتمت المجلة الأمريكية تعليقها بالقول إذا كانت "حماس" تعرف مكانها بين طرفي المعادلة على المستقبل المصري، فإنه يتعين على الإدارة الأمريكية إدراك أنه ليس ثم مبرر للتردد حول أي الطرفين ينبغي عليها دعمه.