تتحرك مصر نحو الدولة المصرية ولكن لا ننكر ان هناك مشاكل عديدة وجسيمة وتحديات لا يمكن تجاهلها. هذا الأمر يتطلب سرعة تحقيق المصالحة الوطنية في إطار العدالة الانتقالية ثم وضع الدستور وننطلق بعد ذلك عملية بناء مؤسسات الدولة العصرية. المهمة شاقة في إطار من التردي الاجتماعي والأخلاقي ويمكن أن تلاحظ ما وصلنا اليه بمتابعة وسائل التواصل الاجتماعي حيث نري بوضوح سهولة توزيع الشتائم وتوزيع الاتهامات وقذف الآخرين والغريب ان من يفعل هذا لا يفكر في الواعز الديني والأخلاقي الذي يجب أن يحكم سلوكنا وتصرفاتنا اليومية. غريب اننا نفصل بدون تفكير بين الدين والأخلاق مع انهما متلازمان. إحدي الصحف تضم كاتبين لا يهمهما إلا بث السموم ولا يردعهما أي مبادئ أخلاقية. ولكن الغائب عنهما ان سلوكهما مفضوح. ومن يقرأ لهما يكون للتسلية وتثبيت الانطباع عن فكرهما الضحل. سيكون أمام الحكومة الجديدة عمل كثير لتطهير بعض المؤسسات الحيوية التي كانت مناصبها عطايا للمحبين للاخوان أو المتخصصين في تملق الحكام وهم كثر. أعتقد ان أمثال هؤلاء يعرفون أنفسهم وإذا كان هناك قدر باق من الكرامة عليهم الانسحاب بهدوء كما فعل البعض مؤخرا. لقد حقق الشعب المصري انجازا كبيرا يوم 30 يونيو. بل يمكن القول ان شعب مصر وضع نظرية سياسية جديدة لم يألفها العالم. لذا كانت ردود الفعل مضطربة ومترددة ولكن التحرك الدبلوماسي النشط سوف يضع الأمور في نصابها وسيقف العالم محترما إرادة الشعب في الحفاظ علي مصر. ندخل الآن مرحلة دقيقة لا مجال فيها للتنازع أو اللهث وراء مكاسب شخصية. انكار الذات وإعلاء المصلحة الوطنية هما أهم ما يجب أن نتحلي بهما خلال الفترة القادمة. سلام يا مصر الجديدة.