صدمتني رسالة منشورة في «المصري اليوم» يوم الاثنين الماضي وتحت عنوان «الإساءة للوطن في الأقصر» وموقعه باسم المواطن الأقصري علاء الطاهر مفتاح.. قال رأيت من أساءوا إلي دينهم وبلادهم وهم يكذبون علي السياح ويغشونهم.. منهم من يتحرشون بالنساء وبعضهم يبدي استعداده للتضحية ببلده وشبابه عندما يتزوج من في حكم أمه وجدته! ويضيف رأيت هذه النماذج في الأقصر وفي برها الغربي.. أنا لن أضيف بقية المنشور في هذه الرسالة وأقول للأخ علاء أن الأقصر ستظل عظيمة بآثارها ورجالها وإذا كان يوجد من يسئ لها فهو حتماً لا ينتمي إلي أصالتها وطيبة أهلها.. الأقصر يا عزيزي علي أرضها دفن سيدي أبوالحجاج وبها بيت الطيب الذي ينتمي إليه شيخ الأزهر الدكتور الطيب ولا يصح أن نعمم السلوك السيئ علي كل أهل الأقصر التي تتحسر علي بعض سلوكيات الخارجين والمفترض أن ننبذ من يخالف القيم والعقائد والتقاليد الأصيلة الموروثة ولابد من الحزم إزاء الشباب غير الواعي الذي يستميت ويلهث وراء الإغراء ولو بالزواج من سيدة في عمر جدته! هنا فليحاسب من أنجبه ومن رباه ولكن أن نترك الحبل علي الغارب فهذا من المصائب! لابد من العقاب والحساب لكل من يسئ للأقصر التي أصبحت مفخرة ولا يمكن أن تسمح بعلاقات وتعامل الفجور والمسخرة.. عموماً أين الدور التربوي والأخلاقي للجمعيات والمؤسسات داخل نطاق الأقصر.. وأين دور الوعظ والإرشاد.. ثم أين الدور الأمني الذي يلاحق الرذائل لأن الأقصر ليست «المأخور» لممارسة أعمال الفسق والفجور.. فعلا القارئ علاء الطاهر مفتاح له الحق في أن يقول إنه يريد إذا عاد السائح إلي بلده أن يقول رأيت في مصر الصدق والأمانة خصوصاً وأنه يوجد الآلاف من الشرفاء والأوفياء لبلادهم ودينهم وعليه فلنسارع بمحو وإزالة سلبيات التعامل مع السائحين ولنطارد الفسقة والدلالين حرصاً علي سمعة الأقصر حتي لا يأتي اليوم الذي نتحسر فيه علي الأحوال رغم ما وصلت إليه الأقصر الآن من حالة الاستحسان بفضل ذكاء ونباهة محافظ يحوز علي الثقة والاعتبار ومازال يسعي لأن تكون الأقصر في أحسن حالاتها من الإبهار ولا يستطيع أي جاحد أن يقلل من جهد وأعمال ونشاط الدكتور سمير فرج الذي أتي بالفعل بأعمال التحسين والفرج. شيء غريب وأمر عجيب أن يحاول الصغار أخذ مكان ومكانة شركتنا الوطنية مصر للطيران والذي مضي علي انشائها أكثر من 75 عاما.. ومنذ هذا الزمن كانت الريادة ومازالت للنبهاء من أبناء مصر من الطيارين والفنيين والمهندسين لأن الأعمال تتم بالحنكة والاقتدار وببساطة وكياسة بفضل عقول وطنية واعية لا تلهث وراء إغراءات المال.. ومن الغرابة أن يحاول أحد الأقزام في دولة لا يتعدي عدد سكانها عدد الأهالي الذين يقطنون في حارة أو زقاق مصري.. هذا القزم القطري تطاول علي مصر للطيران وتناسي أن الطيار المصري كان يطير وقت أن كان البعض يسير علي الأقدام وممتطيا حمار!!