قضيت ثلاثة أيام في الضفة الغربية بدعوة من اللواء جبريل الرجوب رئيس اتحاد الكرة الفلسطيني ورئيس اللجنة الأولمبية بمناسبة زيارة جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي ¢الفيفا¢. كانت الأيام الثلاثة حافلة بالصعوبات والمفاجآت والغرائب والمغامرات بداية من دخول الأراضي الفلسطينية عن طريق جسر الملك حسين الذي تطلق عليه إسرائيل جسر اللنبي ومرورا بالمدن الفلسطينية المختلفة حتي العودة للعاصمة الأردنية عمان. تلقيت دعوة حوالي 40 صحفيا واعلاميا عربيا يمثلون الدول العربية كلها تقريبا.. وتجمعنا في احد فنادق العاصمة الاردنية عمان وتحركنا بالأتوبيس في الطريق إلي مدينة رام الله عبر جسر الملك حسين. البداية كانت عند نقطة العبور الأردنية التي تقع في غور الاردن بالقرب من مدينة أريحا الفلسطينية.. وانتهت إجراءات الدخول والخروج بسهولة ويسر. ولكن كان علينا ان نستقل أتوبيسا آخر ننتقل به إلي نقطة العبور الاسرائيلية وتفصل بين النقطتين المنطقة الوسطي وهي تخضع للسيطرة الاردنية - الفلسطينية المشتركة.. وعبرنا بعدها جسر الملك حسين الواقع علي نهر الاردن والذي تسيطر السلطات الإسرائيلية علي الكمية من مياهه. دخلنا لنقطة التفتيش الاسرائيلية الاولي وهي عبارة عن نقطة تفتيش اولية يتم خلالها الاطلاع علي تصاريح الدخول الصادرة من السلطة الفلسطينية وجوازات السفر وتفتيش السيارات ثم انتقلنا إلي نقطة العبور الاسرائيلية النهائية إلي داخل الاراضي الفلسطينية وهذه النقطة هي الاخطر حيث تتخذ السلطات الاسرائيلية اجراءات صارمة في التفتيش علي الافراد والحقائب ويتفنن افراد الجوازات ومعظمهم من السيدات في محاولة استفزاز العرب علي وجه التحديد وخاصة الشباب دون ال45 عاما تم تغيير سيارة الاتوبيس في المعبر الاسرائيلي للمرة الثالثة حيث استقللنا سيارة تابعة للسلطة الفلسطينية نقلتنا إلي فندق الاقامة بمدينة رام الله بعد رحلة شاقة استغرقت من عمان إلي رام الله حوالي سبع ساعات برغم انه لو كانت رحلة مباشرة دون توقف لا تزيد عن ساعتين. كانت الزيارة للوفد الاعلامي العربي بمناسبة حضور بلاتر للضفة الغربية واسرائيل بتكليف من كونجرس الفيفا الاخير لبحث ازمة تنقلات الفرق الرياضية والكروية الفلسطينية داخل وخارج فلسطين وتقييد حرية حركتهم. وهدد الرجوب علناً أمام بلاتر بالمطالبة بتعليق عضوية إسرائيل في كونجرس الفيفا العام المقبل إذا لم يتمكن بلاتر من الوصول لحل حاسم مع المسئولين الإسرائيليين. ووعد بلاتر بمحاولة حل المشكلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي والمسئولين الأمنيين هناك.. وغضب بلاتر عندما أكدت له في مداخلة أثناء المؤتمر الصحفي أن إسرائيل لن تسعي لحل المشكلة لأنها تدرك أن الرياضة هي أسرع وسيلة لتوصيل الرسائل السياسية.. وهي لن تسمح أبداً بتحقيق طموحات الرجوب في النهوض بالرياضة الفلسطينية محلياً ودوليا.