عشنا يوماً مشحوناً بمشاهد الأمل والاصرار والإرادة في عيون نساء تعدين السبعينات من العمر وأخريات مريضات وجدن في الجلوس علي كرسي أمام منزلهن يرفعن علم مصر للتعبير عن رأيهن وحبهن لمصر.. رأيت كهلاً آخر حرص علي مشاركة حفيده في الوقوف في الميدان.. فلم تساعده قواه فأجلسته بجانبها رافعاً علم مصر دون ضجر أو شكوي رغم حرارة الشمس الحارقة وساعات عطش طويلة.. رأيت العزيمة والاصرار تغمر نفوس الشباب.. رأيت أروع معاني الأمل في عيونهم نحو الغد.. لقد كان يوماً غير عادي عاشته وعاشه كل مصري.. احتشدت فيه الملايين من ابنائها اختلفت فيه الآراء والمفاهيم حول رؤية المستقبل.. فلكل أحلام وآمال وأهداف يتمني أن يحققها وتحققها له الدولة لكن هدف الجميع المؤكد.. هو مصلحة مصر.. أمن مصر.. استقرار مصر.. كان مشهد احتشاد أبناء مصر في الميادين والشوارع مشهداً لاتمحوه الذاكرة.. سيذكره التاريخ كان نموذجاً غير مسبوق في العالم ستظل تذكره الشعوب في الرقي والحضارة.. شباب.. نساء.. فتيات.. رجال الكل جنباً إلي جنب لا تستطيع العين التمييز بينهما قلت لنفسي.. أننا في هذه اللحظات الفارقة في عمر وطننا والتي يخيم عليها التوتر والانقسام والارتباك تحتاج إلي لحظة نراجع فيها النفس بصدق لنتعرف علي أخطائنا نقيم مواقفنا تغير من أسلوب تعاملنا مع أمور الحياة الطارئة.. نتعرف علي سلوكيات أخري في علاقتنا وتحاورنا مع من حولنا.. فمثلاً ما سمعته من الشباب وما رأيته في نظرتهم وتقييمهم للأحداث التي نشهدها تحتاج منا كأمهات وآباء إلي تغيير أسلوبنا في تربية الأبناء وعلاقتنا بهم والتعامل معهم.. نحتاج إلي تعديل بعض من السلوكيات والثقافات التي كنا نتبعها في أسلوبنا.. حتي نستطيع أن نواجه ماتحمله أفكار وثقافات الأجيال المستقبلية.. ونتحكم فيما ستخلقه مستجدات ومعطيات العصر من تغييرات في الشخصية البشرية وفي الأخلاقيات.