تحولت الآمال إلي آلام. والأحلام إلي أوهام. في حياة الشاب الأسيوطي. سافر بعد تخرجه للعمل بالسعودية وظن أن الحظ قد صادفه.. وأن التوفيق قد حالفه. وأن الدنيا ضحكت له بعد حصوله علي عقد عمل بالدولة الشقيقة سيتمكن من بناء بيته. ومستقبله. ومساعدة أسرته واستكمال رحلة حياته. بعد شهور قليلة شعر بآلام شديدة نقلوه إلي المستشفي لتكشف التحليل والفحوص عن مفاجأة لم تكن في الحسبان. إصابة الشاب الأسيوطي بفشل كلوي متقدم. ولا حل أمامه سوي إجراء عملية زرع كلية. أو الغسيل الكلوي مدي الحياة ثلاث مرات إسبوعيا. عاد الشاب الأسيوطي إلي بلده. وأرسل خطابا إلي صفحة "مع الناس" لمساعدته في إجراء العملية كان ذلك سنة 1993 تقريبا. قال إنه لم يجد من بين أقاربه المغتربين من يتوافق معه في الانسجة والفصيلة. نشرت قضية الشاب الأسيوطي في الجمهورية. وتوالت الردود والاستجابات وأعلن عدد من الشباب من عدة محافظات استعدادهم للتبرع للشاب الأسيوطي.. ونشرنا هذه الاستجابات تحت عنوان "هذه كليتي لوجه الله" وتبين من التحاليل أن فصائل الدم والأنسجة للمتبرعين غير متوافقة مع انسجة وفصيلة الشاب الأسيوطي.. وأعلنا عن الفصيلة المطلوبة. وجاءت الردود من جديد يقول أصحابها "هذه كليتي وتلك فصيلتي". وتم اختيار شاب صغير ذهب مع الشاب الأسيوطي إلي مركز الكلي بالمنصورة لإجراء الفحوص والتحاليل تمهيدا لإجراء العملية. وفي الأيام الأخيرة تراجع الشاب وقرر الانسحاب وعاد الشاب الأسيوطي للبحث عن متبرع من جديد. أجريت أول عملية زرع كلية في العالم بالولايات المتحدةالأمريكية سنة 1954 في بوسطن بمعرفة الطبيب جوزيف يورالي سنة 1962 أجري الطبيب الفرنسي هامبر جير عملية زرع كلية ناجحة. وأجري العالم المصري الدكتور محمد غنيم أول عملية زرع كلية في مصر بكلية طب المنصورة سنة 1976 وهو مؤسس مركز الكلي والمسالك البولية بمحافظة المنصورة سنة 1983. وأصبح من المراكز الرائدة في هذا المجال علي مستوي العالم. ومن شهر مايو 2013 أجريت عملية ناجحة لفتاة إثيوبية بمركز المنصورة عمرها 16 سنة تبرع لها والدها بإحدي كليتيه وبلغ من العمر 42 سنة. تبرع أبناء الدقهلية لإنشاء هذا الصرح الطبي الكبير الذي يفخر به المصريون. وكان بوابة تحويل مدينة المنصورة إلي عاصمة مصر الطبية والعلمية. حضرت محاضرة بكلية طب قصر العيني أوائل الثمانينيات من القرن الماضي. ألقاها د.وليام كولف مخترع الكلية الصناعية أو جهاز الغسيل الكلوي وعرض فعليا عن مستقبل هذا الجهاز ظهر فيه شخص يقود سيارة وعلي صدره جهاز صغير معلق برقبته يجري لنفسه عملية الغسيل الكلوي بسهولة ويسر. قال العالم الأمريكي إن مستقبل علاج الغسيل الكلوي سيكون في أجهزة الغسيل الكلوي المتقدمة وليس في عمليات زرع الكلي عرضت هذا الرأي علي الدكتور محمد غنيم. وكان جالسا مع المهندسين يتابع إنشاء مركز الكلي الجديد ولم يوافق علي رأي العالم الأمريكي وأكد أن عمليات زرع الكلي ستكون هي الأساس في علاج الفشل الكلوي. أتمني أن يكون الشاب الأسيوطي قد عثر علي متبرع وأجريت له العملية وأن يكون الله عز وجل قد أنعم عليه بالشفاء.