انشغلت الجمعيات النسائية والمجلس القومي للمرأة بقضايا المرأة السياسية ونسوا قضاياها الاجتماعية والموروثات الثقافية التي تعوق استمرارها في النضال من أجل أن تصل للمكانة التي تليق بها كنصف المجتمع والراعي لمصالح النصف الآخر.. بعد أن قطعتا فيها مرحلة كبيرة خاصة في مواجهة العنف الذي تتعرض له وتنتهك إنسانيتها وكرامتها ويسطو علي حقوقها في ظل هذه المرحلة من تاريخ وطننا.. حيث تقع نساؤه فريسه لشتي أنواع العنف بدءاً من حقوقها الشرعية في الميراث والتحرش بها حتي إهدار كرامتها وإنسانيتها آخرها ما حدث للطفلة سهير التي تبلغ من العمر 13 سنة التي راحت ضحية عادة الختان.. تلك العادة السيئة التي حاربتها وسائل الإعلام والمجلس القومي للمرأة والمنظمات النسائية وكان لهم دور كبير في تراجع هذه الظاهرة التي عادت للظهور مرة أخري بعد أن تضاءلت الجهود في القضاء عليها.. فما لمسناه من جهود توعية مكثفة عندما وقعت الطفلة بدور عام 2001 لم نجد له صدي عندما توفيت الطفلة سهير الأسبوع الماضي.. وهو ما دعا صندوق الأممالمتحدة للسكان ومنظمة اليونسيف إلي التنديد بهذا الحادث ووصفوه بأنه مأساوي وأن ختان الإناث جريمة وفقاً للقانون المصري فليس هناك مبرر طبي أو ديني لممارسة هذه العادة.. وطالبوا بضرورة وقف هذا الانتهاك لحقوق المرأة والطفل.. وبذل قصاري الجهد لتنفيذ القانون. إذا كنا نلتمس العذر للجهات المعنية بحقوق المرأة وحمايتها من جميع أشكال العنف الجسدي والنفسي داخل الأسرة والمجتمع نتيجة لعدم الاستقرار في المرحلة التاريخية التي تمر بها البلاد إلا أننا لا يجب أن نتجاهل أو نؤجل اهتمامنا وكفاحنا لرفع الوعي بالعنف ضد النساء ووضع الحلول للقضاء عليه والحد من هذه الممارسات التي تدين المجتمع وتعود به للوراء.