تستلزم مواجهة أي ظاهرة اجتماعية أو اقتصادية.. امكانية رصدها وتحديد سماتها التي تميزها عن غيرها من الظواهر.. حتي يمكن تحديد حلول جذرية لها. وقد أوضحت الدراسات ان الغالبية العظمي من الأطفال الذين يدخلون تحت مسمي أطفال الشوارع في مصر أو أطفال بلا مأوي.. قد أتوا من عائلات تقع تحت خط الفقر المدقع.. كما لوحظ أيضاً ان معظمهم قد فقدوا أحد الوالدين أو كليهما سواء بالطلاق أو الوفاة أو هجر وسفر الأب لفترات طويلة من أجل العمل. وفي حالة زواج أحد الوالدين يرفض الشريك الجديد الطفل في معظم الأحيان.. ومن ثم يصبح الشارع هو البديل المنطقي. عادة ما يستبعد الطفل من التعليم بالتسرب أو عدم الالتحاق به من البداية.. ورغم ان الفقر هو السبب الرئيسي للتسرب من التعليم الا ان التعليم القائم والمتاح يعاني من أوجه قصور عديدة تساهم في ارتفاع نسبة التسرب.. من هذه الأسباب.. ارتفاع تكاليف الدراسة.. وانتشار الدروس الخصوصية.. وضعف القدرة الاستيعابية للمدارس وازدحام الفصول.. وعدم تلاؤم المنهج مع احتياجات الطفل والأسرة وسوق العمل.. وكذلك افتقار المدارس إلي العدد الكافي من المشرفين الاجتماعيين المدربين علي حل مشكلات التلاميذ بأسلوب يختلف عن العنف.. هذا بالاضافة إلي انخفاض كفاءة التعليم والميل إلي استخدام التلقين واستخدام أساليب العنف في العقاب.. مما يدفع الطفل إلي الأمية مرة أخري.. لذلك كان لابد من وجود كيان آمن يستند إلي فكرة حقوق الطفل كجزء من حقوق الانسان التي صدقت عليها الحكومة المصرية.. والقواعد التي وردت في الاتفاقيات الدولية. من هنا كان لابد ان تنضم مصر إلي منظمة فيس التي بدأ العمل بها منذ عشرة أعوام عندما زارت مصر السيدة البلجيكية فلافيا شو جاكسون وهي أم لثلاثة أبناء.. اخذت علي عاتقها حماية هؤلاء الأطفال وكرست حياتها لهم عندما شعرت بالتأثر كثيراً