بدر الساعاتي شخصية سكندرية تعكس روحه المرحة ووجهه البشوش حقيقة المدينة المحبة للحرية والحياة.. عشق من صغره البحر وتمرد علي كل القيود التي تبعده عنه فبات أسيرا له مثل طيور النور.. اسمه بدر عدلي. رفض الوظيفة الميري وارتمي منذ نعومة اظافره في عالم التجارة ولم يجد من ألوان التجارة المختلفة التي تتماشي مع سعيه الدائم للحرية سوي تجارة الساعات علي الكورنيش. زبائنه ينادونه "بدر" ترصده العيون يوميا بمنطقة محطة الرحل من بعد العصر وبمجرد رؤيته تلاحقه النداءات من رواد المقاهي الجالسين يسألونه عن الجديد. يبدأ جولته من قهوة التجارية بالقرب من المنشية لتنتهي به عند مقهي اتنيوس بجامع ابراهيم يزرع المنطقة ذهابا وايابا بحثا عن زبائنه ليس فقط ليبيع لهم لكن ليجلس معهم ويستمع لهم ويتبادل معهم الرأي في مشاكل البلد. يقول بدر ان علاقته بزبائنه علاقة صداقة فهو لا يتعامل معهم كمجرد زبائن وكذلك تعاملهم معه ليس كبائع ساعات لذلك فإنه في كثير من الأيام ينفق من وقت عمله الكثير في الجلوس مع الزبائن يتبادل معهم الرأي أو يستمع منهم ولا يشعر في تلك الأيام التي لا يظفر فيها بحصيلة بيع جيدة بخيبة أمل أبدا. وأشار إلي أن عمله يتأثر بحالة الاقتصاد فعندما تنتعش البلاد اقتصاديا تزداد حركة البيع والشراء ويكون خروج الزبائن للمقهي بقصد الاستمتاع والابتهاج فيسعون لشراء أشياء جديدة عكس الوضع عندما ينكمش الاقتصاد فيكون معظم زبائن المقاهي من العاطلين واضاف انه بعد وقف الاستيراد في نهاية الثمانينيات وحدوث حالة من التقشف في البلاد كما كان المسئولون في ذلك الوقت يسمونها مرحلة عبور عنق الزجاجة كانت الحياة صعبة جدا والزبائن يعدون علي اصابع اليد الواحدة لذلك اضطررت ان اترك مهنتي التي احبها والتحقت بوظائف أخري حتي بدأ الانتعاش الاقتصادي يحل في البلاد في بداية التسعينيات فعدت من جديد لعملي الذي أعشقه لكن ليس ببضاعة تايواني بل صيني كاشفا عن انه بات لا يهتم بمواصفات الساعات التي يبيعها من الناحية الفنية ويهتم فقط بجمال شكل الساعة ورخص ثمنها لأن الزبون حاليا بسبب الحالة الاقتصادية يبحث عن الرخيص لكن بدر في ذات الوقت دائما يحتفظ بساعة أو اثنتين مميزتين لقطة لا يخرجها الا لزبائن محددين من محبي وعاشقي الساعات. لكل فصل ساعاته يضيف ان مبيعاته الأكثر من الساعات الجريمي حيث يحرص الكثير من رواد المقاهي علي الشراء منه ساعات حريمي لاهدائها للزوجة أو لخطيبته لذلك أصبح مؤخرا تحتل الساعات الحريمي نسبة أكبر من الساعات التي يحملها وكذلك ساعات الاطفال خاصة في فصل الصيف حيث تخرج الاسر معا ويكون ارتياد المقاهي الممتدة علي طريق الكورنيش هو احد طقوس فسحتها. الدخلاء أهم المشاكل أهم المشاكل التي يواجهها بدر هم الدخلاء علي المهنة خاصة خلال شهور الصيف حيث يقصد المدينة آلاف من طلاب العمل خلال شهور الصيف وكثير منهم يعملون في تجارة الساعات وليست مشكلة بدر في مزاحمة هؤلاء الشباب له في الرزق لأنه مؤمن بأن الرزق مكتوب ولن يأخذه غيره لكن المشكلة في ان هؤلاء الشباب يمارسون تلك المهنة بطريقة عشوائية ويتعمدون بيع بضاعة مغشوشة ساعات لا تعمل أكثر من اسبوع معتمدين ان زبائن الصيف يكونوا مصطافين سيغادرون المدينة بعد أسبوع أو أيام غير مدركين انهم بذلك يسيئون لنا كبائعين دائمين حيث تسري موجة من الخوف لدي رواد المقاهي من الشراء منا. أما عن أمنياته فأولها ان يستقر سعر الدولار ويعود كما كان حتي يرفع تاجر الجملة الاسعار عليه في الوقت الذي لا يستطيع هو زيادة اسعار الساعات لأن زبائنه محفوظين ويعرف امكانياتهم فيضحي بهامش مكسبه مقابل أن يحافظ علي زبائنه. ثاني أمنياته إنشاء نقابة للباعة الجائلين توفر لهم معاشا وتبحث مشاكلهم أما ثالثها حتي ان تعود الاسكندرية كما كانت مدينة جميلة نظيفة وان تعود حركة السياحة كما كانت حيث بات اليوم مشاهدة سائح بالمدينة أمرا عزيزا.