اقتراح غلق المحلات في الثامنة مساء في الشتاء والتاسعة بالصيف هل هو نعمة أم نقمة ؟! لقد ثار الجدل بين الباعة وأصحاب المحلات من جانب والزبائن من جانب آخر حيث انقسم الجانبان بين مؤيد ومعارض.. المعارضون يرون أن القرار إذا صدر سيساهم في زيادة الركود وارتفاع نسبة البطالة.. في حين يؤكد المؤيدون أن القرار يؤدي إلي توفير الطاقة وتخفيف حدة الزحام بالشوارع بالاضافة إلي جانب اجتماعي حيث يتيح للعاملين بالمحلات فرصة قضاء أوقات أطول مع ذويهم. "المساء" قامت بجولة للتعرف علي وجه نظر أصحاب المحلات. يري محمد علي مدير محل أحذية بأحد المولات بوسط البلد انه مع الوقت يعتاد الزبون علي المواعيد لكن الأمر بحاجة إلي صبر في التطبيق. أما حمدي كامل مدير محل فيقول إنه تم تطبيق التجربة عام 80 ولم تستمر أكثر من عامين وعادت المواعيد مفتوحة مرة أخري. أوضح أن الزبون التزم وكان يخرج من عمله لشراء احتياجاته ثم يعود لبيته ولكن الآن يعود من العمل ويرتاح ساعتين ثم يبدأ في التسوق وتظل المحلات حتي الساعة الثانية بعد منتصف الليل وهذا الأمر مختلف في المولات لأن لها مواعيد محددة وهذا يتطلب تخفيض ايجارات المحلات بالمولات. أضاف أن تطبيق الاقتراح يريح العمال حتي يستطيعوا رعاية أولادهم والعودة إلي المنزل مبكرا. اتفق معه محمد أحمد.. وأضاف أنه يخفف العبء علي العمال ويقلل ساعات العمل بدلا من 12 ساعة إلي 10 ساعات تقريبا. أشار محمد الصاوي مدير محل أكسسوارات وديكورات إلي أن هذا القرار مرفوض لأنه يؤثر علي حركة البيع والشراء خاصة أن العمل بالمول له طابع خاص حيث يبدأ من الساعة 12 ظهرا ويستعد للاغلاق في الحادية عشرة مساء وبالتالي فإن الفترة الصباحية تتسم بالهدوء وقلة البيع خاصة أن زبون المول يفضل الخروج بعد الظهر.. بالإضاف إلي تأثيره علي العمالة وقد تؤدي إلي استغناء أصحاب المحلات عن بعض العمال خاصة من يعمل فترة واحدة.. وهذا يحتاج إلي دراسة متأنية لوضوح سلبياته وايجابياته. أوضح عصام بدر موظف بأحد محلات بيع الأحذية أن هذا القرار يشكل ضغطا علي الزبائن وعلي حركة البيع والشراء والعمالة. ويصعب تنفيذه لأن الزبون يفضل الشراء في الفترة المسائية. اتفق معه سعد علي صاحب محل ملابس بمدينة نصر.. وأضاف أن الزبائن يفضلون الشراء مساء بعد انتهاء العمل والخروج للشراء والتنزه. وهذا القرار سيؤثر علي الجميع. أما عن رأي المواطنين يقول هيثم محمد محام.. ان القرار خاطيء ويضر بحركة البيع ويؤثر علي العمال خاصة أن هناك محلات تعمل ثلاث ورديات وبالتالي يتم الاستغناء عن جزء من العمالة مما يزيد من البطالة واللجوء للجلوس علي المقاهي أو النواصي ولا يؤثر كثيرا علي عمليات ترشيد الطاقة.. كما أنه يؤثر علي حركة السياحة خاصة ان السائح العربي يأتي لمصر ويهوي السهر والتسوق. قال عمرو محمد طالب بكلية زراعة أعمل بعد الانتهاء من المحاضرات وإذا طبق هذا القرار يؤثر علي مصروفاتي ولن أجد ما أفعله سوي لقاء أصدقائي والجلوس علي المقاهي. اتفقت معه ياسمين محمود بكالوريوس تجارة .. وأضاف أن القرار سيؤدي إلي زيادة وقت الفراغ وبالتالي زيادة المشاكل. ولكن سمر محمد محامية لها رأي أخر حيث تؤكد ان الخروج للشراء يساهم في الزحام والضوضاء والأفضل شراء كافة الاحتياجات في فترة ما قبل الظهر. وهذا يساعد علي الهدوء خاصة من المناطق السكنية التي بها ورش صناعية واتمني إذا طبق لا يمس أجر العمال. وعن الغرفة التجارية.. أوضح خالد أبو إسماعيل نائب رئيس الغرفة التجارية أنه تتم دراسة القرار وهو ليس فرضاً أو اجباراً وانما نابع من التجار انفسهم وما يوافق مصالحهم وحسب رغبة كل محافظة وطبيعتها. أضاف أن كل دول العالم لها مواعيد محددة للمحلات التجارية والناس اعتادت وتدبر أمورها علي هذه المواعيد. وهذا مما يؤدي إلي توفير الطاقة والطرق وتخفيف حدة الزحام والقرار لا يؤثر علي العمال أو يزيد من البطالة لأن نفس العمالة ونفس المرتبات بل سيكون للقرار بعد اجتماعي لأن هذه الفئة سيكون لديها الوقت لرؤية الاولاد ومتابعة الاسرة بدلا من العودة بعد منتصف الليل.