يقول تعالي عن زوجة سيدنا إبراهيم عندما بشرتها الملائكة بإسحاق. وتعجبت لكبر سنها علي الحمل: "قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد" "هود: 73".. أي قالت الملائكة لزوجة إبراهيم. وهي المعروفة بالسيدة سارة: لا تعجبي من أمر الله. فإنه إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون. فلا تعجبي من هذه البشري الربانية التي سقناها إليك. وهي قوله تعالي: "فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب". فلا تعجبي من هذا. وإن كنت عجوزاً عقيماً. وبعلك شيخاً كبيراً. فإن الله علي ما يشاء قدير. "رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد". أي هو الحميد في جميع أفعاله وأقواله. وهو الممجد في صفاته وذاته. وأهل البيت في هذه الآية: هم سيدنا إبراهيم وزوجاته وذريته من الأنبياء والمؤمنين حتي سيدنا محمد وأهل بيته. فقد أخرج البخاري عن أنس بن مالك. أن النبي "صلي الله عليه وسلم" انطلق إلي حجرة عائشة. فقال: "السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله". وأخرجه مسلم عن أنس. أن النبي "صلي الله عليه وسلم". جعل يمر علي نسائه فيسلم علي كل واحدة منهن. ويقول: "سلام عليكم كيف أنتم يا أهل البيت". وقد ثبت في الصحيحين. من حديث كعب بن عجرة. أنه قال: سألنا رسول الله "صلي الله عليه وسلم" فقلنا: يا رسول الله. كيف الصلاة عليكم أهل البيت. فإن الله قد علمنا كيف نسلم عليكم؟!.. فقال "صلي الله عليه وسلم": "قولوا: اللهم صل علي محمد وعلي آل محمد. كما صليت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم بارك علي محمد وعلي آل محمد كما باركت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم إنك حميد مجيد".. وكعب بن عجرة يشير في سؤاله إلي قوله تعالي: "إن الله وملائكته يصلون علي النبي. يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً" "الأحزاب: 56". وأخرج البخاري عن أبي حميد الساعدي. أنهم قالوا: يا رسول الله.. كيف نصلي عليك؟!.. فقال رسول الله "صلي الله عليه وسلم": "قولوا اللهم صل علي محمد وأزواجه وذريته. كما صليت علي آل إبراهيم.. وبارك علي محمد وأزواجه وذريته. كما باركت علي آل إبراهيم. إنك حميد مجيد".