قرار جريء.. اتخذته أجمل وأغلي نجوم هوليوود أجراً. أنجلينا جولي في زمن تسعي فيه المرأة إلي كافة الوسائل. وتدفع بمبالغ باهظة من أجل أن تبدو جميلة. أو حتي تتشبه بلمحة من جمالها.. التي فاجأت معجبيها من النساء قبل الرجال باستئصال ثديها كوقاية.. خوفاً من مهاجمة عدو المرأة الأولي "السرطان" بعد أن عرفت أن احتمال إصابتها به 87%. وأنها تحمل جيناً فيه خلل يزيد من خطر إصابتها بالمرض.. قرار قاس كلفها الكثير من أنوثتها. ونظرة معجبيها وقبلهما زوجها الذي يربط الحب بينهما.. قرار كان وراءه دافع أقوي هو الأمومة وراحة البال.. والبقاء في الحياة. قالت أنجلينا إنها أرادت بقرارها تشجيع النساء علي إجراء فحوصات دورية واتخاذ قرارات علاجية قائمة علي المعرفة.. وأكدت أنها أصبحت تشعر بأنها أقوي لأنها اتخذت خياراً مهماً.. وأن العملية لم تنقص من أنوثتها. وأن الحياة تذخر بالتحديات الكثيرة.. لكن تلك التي يمكن مواجهتها والسيطرة عليها يجب ألا تشكل مصدر خوف لنا. * أذكر تجربة أنجلينا للقارئات لأنبههن بأهمية الكشف المبكر للمرض بعد أن كشفت الإحصاءات عن أن النساء في مصر يهملن عمل مسح للكشف عن السرطان. بينما في البلاد العربية تصل النساء من 2 إلي 7%. وفي البلاد الأوروبية تصل نسبتهم إلي 75%. فالكشف المبكر يمكن من القضاء عليه خاصة أن نسبة الإصابة بهذا المرض في مصر تصل إلي 18.9% حسب إحصاءات وزارة الصحة العالمية. والأخطر أن الحملات التي كانت تنظم من أجل مكافحة هذا المرض قبل سنوات قد اختفت رغم أهميتها في هذا الوقت الذي ازدادت فيه كمية التلوث البيئي.. ناهيك عما تسببه الأجواء المحتقنة من القلق والتوتر اللذين يلعبان دوراً كبيراً في زيادة نسبة الإصابة. فسلامة الصحة النفسية والصحية للمرأة هي الطريق إلي نهضة الوطن.