** استكمالاً لما بدأناه عن وباء الفساد بلونيه الأسود "ضد القانون" أو الفوشيا الأبيض "بالقانون".. نقول إن من أخطر الخسائر الجسيمة لهذا الوباء.. هو تدمير الثروة البشرية.. أساس أي تقدم أو تنمية.. بمعني القضاء علي الكفاءات والخبرات المتميزة.. حيث تتحول إلي مجرد جثث تتحرك فقط فوق الأرض وعليها.. بدون أي أمل أو حياة تدب في أوصالها.. أما من أسعده ويسعده الحظ.. ويتم انتشاله بأعجوبة من هذا الموت أو العذاب "علي قيد الحياة".. حيث تتلقفه الدول التي تقدر الكفاءات والخبرات والمتميزين في كافة المجالات.. وتضخ بهم من وقت لآخر المزيد من الدماء الجديدة.. لتحقيق المزيد من التقدم.. خاصة أن هذه الكفاءات المنتقاة.. مشحونة ايضا بالطموح الكبير المدعم بإرادة قوية وعزيمة فولاذية.. لترجمة طموحاتها إلي واقع.. وبالمناسبة هذا الطموح وتلك الإرادة.. يعتبران في حد ذاتهما خسارة هائلة للدول الطاردة للثروة البشرية.. وهما في نفس الوقت مكسب لا يعادله مكسب للدول الحاضنة لهم.. وللأسف فإن غالبية هؤلاء الكفاءات والعقول المتميزة.. اجبروا علي الهروب من "الظلم" وغياب العدل وتكافؤ الفرص في أوطانهم.. ثم أنه كيف يمكن أن تكون هناك كفاءات إلي جانب القيادات الفذة العملاقة في كافة المجالات في هذه الأوطان البائسة؟!.. وبالتالي لابد من "إعدام" أي مرءوس.. قد يمثل خطراً يهدد أمن "الكرسي".. أو يمكن أن يسرق ولو بعض الإشادة أو الأضواء الخافتة من رئيسه في العمل. ** المهم أنه وبتنفيذ حكم الإعدام علي قيد الحياة.. تنتهي مسيرة هذه النوعية من المرءوسين المتميزين.. أما بحل الكلمات المتقاطعة.. أو حصد البطولات في لعب الطاولة و"الكوتشينة".. سواء أثناء العمل وخارجه علي المقاهي.. وإذا تحققت أم المعجزات.. وقدر لأحد هؤلاء المنكوبين.. أن تكتب له الحياة من جديد بالهروب إلي الخارج.. ولتدفع الأوطان الثمن بفقدان صفوة أبنائها وكفاءاتها.. مثلاً هناك 450 ألف مصري من حملة الشهادات والدرجات العلمية العليا هاجروا خلال ال 50 عاماً الماضية.. "لا ننسي كم كلفوا المال المصري العام".. ايضا أشارت نفس الإحصائية إلي أن افريقيا تخسر 4 مليارات دولار سنوياً.. بسبب العقول المهاجرة من القارة السمراء "67 ألف عالم افريقي هاجرا للغرب في الفترة من 1960 إلي 1985 فقط".. كما أن الهند تخسر ملياري دولار سنوياً.. بسبب هجرة علماء تكنولوجيا المعلومات إلي الغرب.. وفي هذا الصدد هناك ايضا احصائية للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.. أشار فيها إلي أن عدد الكفاءات والعقول المصرية المتميزة المهاجرة للخارج يبلغ 824 ألفاً منهم 318 ألفاً في أمريكا وحدها. المهم ومن "الآخر".. الاحصائيات والأرقام.. تؤكد لماذا هم متقدمون؟ ويزدادون تقدماً ورخاء يوماً بعد يوم وعلي مدار الساعة.. ولماذا تتدهور وبخطي حثيثة.. أوضاعنا وأوضاع أمثالنا في العالم الآخر المسمي بالثالث؟! "علي الماشي" ** لماذا لا تساهم فوراً كل المؤسسات والشركات العامة والخاصة العاملة بالإسماعيلية "وفي مقدمتها هيئة القناة" في إنقاذ قلعة الدراويش من السرطان المميت المسمي بالاحتراف.. رغم أنه ليس سوي احتكار يخل بتكافؤ الفرص وتحظره كل القوانين الاقتصادية في العالم.. فما بالك بالرياضة.. يا سادة.. ارحموا جماهير الإسماعيلي يرحمكم الله. ** إذا ما تعانقت الأرواح وتلامست القلوب.. ابتعدت الأجساد والنزوات.. تباعدت الغرائز والرغبات.