التكافؤ الاجتماعي من العوامل الأساسية في بناء علاقة زوجية ناجحة.. لكن كثير من الفتيات يصرفن النظر عنها ويبحثن عن زوج لمجرد الهروب من لقب عانس أو يبحثن عن الحب أو حياة رغدة.. ولا أعترض علي هذه الأحلام.. فلكل قاعدة شواذ والعلاقات الزوجية تختلف بين كل زوجين فيما يحدث من مشاكل وخلافات بينهما لا يجد له أهمية عند زوجين آخرين.. ومن هنا كانت العلاقة الزوجية من أعقد العلاقات بين البشر.. فهي تعتمد علي أكثر من عامل لنجاحها.. وتبقي سمات الشخصية وصفاتها هي التي تتحكم في هذا النجاح إلي جانب ترابط الأسرة والبيئة التي نشأت فيها شخصية الزوجة والزوج.. فعامل السن مثلاً قد لا يكون عائقاً بين زوجين جمع بينهما الحب.. رغم أن الزوج يكبر زوجته بعشر سنوات إذا كان دخله يسمح بأن يوفر لها نفس المستوي الاجتماعي الذي كانت تعيش فيه مع أسرتها وتربت علي تحمل المسئولية وتقدير الظروف.. أما إذا كان الزوج دخله محدوداً ولن يستطيع أن يهييء لها المستوي الاجتماعي الذي تعودت عليه في أسرتها والسكن الملائم.. فإن الواقع يقول إن الحب يهرب وتكثر المشاكل.. وحمل لقب مطلقة بعد فترة قصيرة من الزواج.. وإذا وقع الحب بين اثنين لا يربط بين أسرتيهما أي تقارب اجتماعي أو مادي مناسب فإن الرياح لا تأتي بما تشتهي السفن.. وأذكر "اندي" التي تقول إنها أحبَّت زميلاً لها في الجامعة وبادلها نفس الشعور.. لكن أسرته رضيت أن يرتبط بها لأنها فقيرة ومستوي أسرتها لا يرقي لمستوي أسرة الشاب.. وكل من كان يتقدم لها كان يهرب من الارتباط لهذا السبب مما اضطرها إلي قبول رجل يكبرها بسنوات ولا يربطها به أي اعجاب أو شعور عاطفي خوفاً من أن تظل عانس وهي نفس مشكلة "هدي.ع" هذان نموذجان من واقع الحياة.. أرسلت صاحبتهما علي الإيميل الخاص بي طلباً للمشورة.. أذكرهما تأكيداً علي أهمية التفكير السليم والواقعي بعيداً عن الأحلام وليس إنكاراً لأهمية الحب والتفاهم والثقة المتبادلة بين الزوجين وكما قلت في البداية إن لكل قاعدة شواذ.. ولا يصح إلا ما قاله رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم : "إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه.. فزوجوه".