النجاح والتفوق.. هل يمكن تحقيقهما في هذا الجو الملبد بالأخبار والأحداث المؤسفة التي تلاحقنا بين كل لحظة وأخري.. وما تشهده البلاد من عدم استقرار وارتفاع جنوني عشوائي في أسعار الاحتياجات الأساسية للإنسان وما تلاقيه الأسر المصرية من معاناة بسبب مشاكل الكهرباء والمياه.. وارتفاع أسعار الدروس الخصوصية في هذا الوقت الذي يسبق امتحانات نهاية العام.. خاصة إذا كان هناك أبناء يستعدون لامتحانات الشهادات العامة.. وهذا ليس مستحيلاً.. فالأسرة المصرية عرفت منذ القدم بالإرادة والصبر والجلد حتي تحقق أحلامها.. ومسئوليتها في هذه الظروف التي تمر بها مضاعفة. وتحتاج إلي كثير من الوعي والحكمة في التعامل بإيجابية مع الأحداث التي تعيشها. حتي لا تنعكس سلبيتها علي الأبناء الذين هم الأمل في غد مشرق. * إن التفوق الدراسي للأبناء يتوقف علي مدي ما تتمتع به الأسرة في استقرار عاطفي وحنان يحيط بجميع أفرادها.. فقد أثبتت الدراسات أن ذكاء الطفل يتحدد بما تتمتع به أسرته من استقرار وتوافر عناصر المودة والرحمة بين أفرادها. ومواجهة مشاكلها بالحوار الهادئ بعيداً عن التوتر والعنف.. فإن ذلك يدعم ثقة الأبناء بأنفسهم وهي من العوامل المهمة في النجاح.. ودور الأم كبير في ذلك. فهي التي تربي وتعلم.. وكلما تمتعت بالوعي ودقة الملاحظة لكل ما يقوم به الابن من أفعال وتصرفات فيما يواجهه من صعوبات. وما يتميز به من مهارات خاصة.. استطاعت أن تجعل من ابنها متفوقاً.. ناجحاً. وذلك بتوفير الرعاية الكاملة له وتشجيعه وتدعيم ثقته بنفسه حتي تحافظ علي مهاراته وقدراته. إن الخطأ الذي تقع فيه الكثير من الأمهات هو توجيه اهتمامهن فقط بملاحقة الابن في كل لحظة بالحث علي المذاكرة دون مراعاة لأي عوامل أخري. كممارسة هوايته أو التنزه أو لقاء الأصدقاء في فترات راحته. وقد صارحتني إحدي الأمهات بأن ارتفاع أسعار السلع الغذائية يحول بينها وبين ما يحتاجه ابنها الطالب في الثانوية العامة من أغذية تساعده علي التركيز كاللحوم والأسماك والمشروبات الغازية.. ولم تحاول أن تبحث عن بدائل وأغذية أكثر فائده تساعده علي زيادة التركيز والتهدئة من أي توتر واعتدال المزاج. وعادة ما تتواجد في مطبخ الأسرة. وإذا كانت أساليب النشأة التي تتبعها الأسرة من العوامل الأساسية في نجاح وتفوق الأبناء فإن علي المدرسة والدولة مسئولية كبيرة في تهيئة الظروف لتنشئة أجيال ناجحة تنعم بالاستقرار الاجتماعي والاتزان النفسي. وذلك بتقديم الدعم والخدمات التي تضمن رعاية غذائية وتعليمية وصحية جيدة للأسرة المصرية من أجل أن يتحقق استقرارها.. فإذا صلحت أحوالها صلح حال المجتمع.